المشاركات الشائعة

4/28/2014

بين عرافة و مستنير

استوقفته خيمة قصية منبوذة كأن أحدا لم يزرها منذ سنوات، اقترب ثم دخل متوجسا
شخصت عيناه حين رأى امرأة شرقية كأن الشباب في وجهها يستر مئة سنة من المعرفة.
تفكر بأن الجلوس لن يضر إن لم ينفع فجلس
انفرجت أسارير الشابة العرافة و ابتسمت ابتسامة طفلة سعدت بقدوم زوار. تحدثت بصوت رقيق:
- إني أنظر إلى ذاتك تقف مستوحشة وحيدة عن كيانك، و ذاتك تمد ايديها كأنها تستعطف اشباحا غير موجودة..
قال الزائر في تشوق:
- وماذا ترين أيضا أيتها المقدسة
قالها وهو يضع ورقة من فئة نقدية كبيرة على الطاولة أمامها!
نظرت العرافة إلى الورقة النقدية فكسا وجهها لونا رماديا من الحزن و لكنها تابعت قائلة
- لكني أنظر إليك الثانية فأرى قلبك المشغوف منفردا باحثا عن الحب في كل مكان.
يضع الشاب ورقة اخرى في امتنان قائلاً:
- لكني لست باحثا عن الحب
- لم أقل حب فتاة،  ان حياتك محاطة باقواس الوحدة و الانفراد،  ولولا هذه الوحدة و هذا الانفراد لما كنت انت انت.
يزيد الزائر من الأوراق النقدية كأنها تتساقط من يديه على الطاولة المستديرة
تتابع العرافة في وجوم:
- انت محدود مع كل الأسف،  و لأنك كذلك فأنت مطبوع على حب المحدود من الحياة، ولا ترى إلا ما تراه عينك ولا تسمع الا ما تسمعه اذنك.
- و كيف أرى ما لا أرى و أسمع ما لا أسمع
تغمض العرافة عيناها كأنها تحجب نظرها عن عقل هذا الإنسان و فكره الفاني ثم تقول:
- كي ترى ما لا ترى يجب أن أن ترى نور الله في كل مكان، و تسمع صوت انبعاث هذا النور منه إلى قلبك.. يجب أن تنفك عن ذاتك المقيدة و دعها تتحرر كما يتحرر الدخان بين دقائق الهواء. حين تنظر إلى بشر اعلم انك تنظر إلى نفسك فاجعل نظراتك تخترق صدره لتقرأ ما بداخله، و عليك ان تسمعه ما يثير الذي سكن في نفسه و يشعل وجدانه.

كن عراف نفسك أيها التائه، كي ترى ما في الضمائر و القلوب و الأرواح، أما الآن أيها الزائر اجمع اوراقك فهذا قليل من كثير، فهل لي ان ابيعك كل الأثير المحيط بهذا العالم في كؤوس و أكواب؟

4/08/2014

رسائل إلى عايدة

العزيزة عايدة
ترى إلى متى سيظل حلمنا معلقاً؟
إلى أين يقودنا هذا التيار المسرع الصامت؟ ولم كل هذا الذي يحمله؟ إن اعتقادي بحقيقة وجود بر الأمان باتت ضعيفة جدا..
اتدرين؟

هذه الحياة جميلة بكثرة تعقيداتها شديدة التنوع، و العقل البشري كائن غريب و لا تحده اية حدود.
يا أختي لماذا خلقنا بعقل كهذا اذا كان البعض و حتى
 هذه اللحظة يحسب نفسه مثل النملة التي تعيش في شق بحائط منسي في مدينة منسية!  إن لنا حق التفكر به. لنا الحق بأن نكون اذكى المخلوقات و اكثرها تنظيما و رقيا و جمالا.
ولكن، لم أجد مجتمع النمل اكثر تكافلا؟اين يقبع. هذاالسواد الذي يشوش على العقل جماله و حسن اداءه؟ هل هو وهم حقاً زرع داخل البشرية لتقضي على ذاتها؟
ألهذه الدرجة لن نستطيع التغلب عليه؟ من اين يأتي كل هذا الظلم اذن! لماذا يتحول الأطفال الى كائنات بلا جمال بعد بضع سنوات؟  لننتقل بعقولنا الى اقصى من هذا
لنخرج من شبكتنا المعتادة و لنفعل فقط ما هو فوق الاعتيادي.
إن كل هذا الكون الواسع ينتظر
أختاه،  كم يبدو هذا جميلا!    اخبريني بما ترينه من نافذتك. علميني الا أنظر فقط، بل ان أرى

هلا تكتبين إلي؟