المشاركات الشائعة

2/18/2012

خشب بالسكر


**كل شي عم يخلص الحب و الاحلام .. كل شي عم يخلص الضجر و الايام**
إنها ليلة أخرى فارغة من ليالي يناير الباردة جدا .. تتجاوز الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل.. الحياة تبدأ في رحلة صمتها و يبدأ عقلي بالصخب! أتمتم بهمس خوفاً ألا أخدش حياء الليل الهاديء "انعل ابو دا برد..."
صوت ماجدة الرومي الحاد "المنخفض" يكمل مشهد هذه الليلة كموسيقى تصويرية.. و لا أذكر أصلا متى ضغطت "بلاي" فلم اعد اتفائل بهذا اللحن القاتل..
أغوص داخل بطانية بنية قاتمة و سعيدة.. أمرر أصابعي عليها محدثة تغييرا في الملمس و اللون.. أمرر أصابعي المرة الثانية راجعة فيعود اللون و الملمس لسابق عهدهما.. أكرر ذلك مرارا.. و أتبسّم ببلاهة!
أتذكر أني لم آكل شيئا منذ الكثير من الوقت.. آتي بعلبة بيضاء دافئة إلى حد ما ملأى بالبلح! نحتضن انا و البطانية تلك العلبة .. و أشرع في إفراغها .. أحاول أن أختزن في عقلي الصغير تفاصيل إغلاق جامعتي.. لدرجة أني ألتهم بلحتين من غير أن أركز! حسناً.. أنا مهتمة بالبلح أكثر.. "في اللحظة دي" ! من الواضح أني أحاول أن أركز على هدف ما..

**الطريق عم يصغر.. و نحن عالطريق .. رح تخلص المسافة و الطريق**
الحقيقة البلاط أبرد من أن أنزل من مطرحي و أضغط زر إخراس ماجدة الرومي هذه الليلة !

يقول صديق أني يجب أن أحاول أن أكون فيلاً.. أبدأ في الضحك حين أتخيل منظري.. أنظر إلى البلحة القادمة بالكثير من الحب.. متخيلة طعمها السحري في فمي.. في الماضي كنت أعتقد أن البلح مجرد خشب بالسكر! كم ظلمته.. كنت عمياء و لم أرَ سحره إلا مؤخرا.. عندما آكل ثلاث بلحات كأني أكلت صفرة مليئة بانواع طعام العشاء! و لكني أقسمت أن أكمل هذه العلبة .. لأملأ هذه الليلة الفارغة الباردة.. و معدتي.
**الخريف عم يخلص.. و نحن بالخريف .. و الضبابة غطت الرصيف..**
الشتاااااء يا ماجدة الشتاء..أحب أن أكتب دائماً و في كل اللحظات.. حتى و إن لم تحضرني الكتابة و لم أرَ تفاصيل القصة في اي شيء من حولي .. حينما لا أكون جالسة بين أوراقي .. أستحضر ما قد أكتبه.. و أؤلف قصصاً من نملة تشق طريقا من قطعة بلاط إلى أخرى! لدي إعتقاد أننا يجب أن نكتب كل شيء.. و أي شيء يحدث معنا بتفاصيل حياتنا المملة. و حين نفتر, أقترح أن نقرأ ما كتبنا.. فنستمتع بالمميز و الراقي و نضحك على الساذج و المبتذل.
يأخذني التفكير مرة أخرى عن سحر البلحة الفائتة.. و يبقى طعمها مجرد ذكرى...... كما حياتنا!
*كل شي عم يخلص.. وجوه الأصحاب .. كل شي عم يخلص .. ضحكات الأحباب*
أحيانا يكون مع ابنة الرومي حق! أو من ألّف هذه الأغنية الـــ... لا يهم لا يهم.
أعد نفسي أني لن أفكر بشيء إلى أن تفرغ العلبة البيضاء النصف دافئة, أعتدل في جلستي و أنظر إلى النافذة باحثة عن القمر فلا أجده.. ربما مختبيء وراء إحدى البنايات المجاورة.. لا يهمني الأمر كثيراً فأكتفي بالتلذذ بصوت السيارات المتهادية و الخطوات الخفيفة في هذا الليل الرتيب.
حتماً هذه الليلة يلزمها شتاء قارس, قليل من تفكير, حبذا لو انعدم, علبة بلح, الكثير الكثير من الحب و قطعاً.. "ماااا صوت ماجدة الرومي" !!
ليس لدي شيء مهم أو فكرة جديدة كل ما أردت أن اقوله هو أنه ليس علينا دائماً أن نزعج هدوء أفكارنا.. يكفينا صوت مضغ ما نحب من الأشياء خلف ثغورنا
**خدني حبيبي.. عجِّل خدني.. الدني عم بتغيب ... دخيلك خدني و لا تضيعني بالليل الغريب
خدني حبيبي.. عجِّل خدني .. من قدام الباب ... خبيني بقلبك.. لا تتركني وحدي بالضباب

No comments:

Post a Comment