المشاركات الشائعة

4/28/2012

بياض الثلج و الأقزام السبعة !

حين يسيطر الخواء على جانب من عقولنا، و يستقر الهراء المتضخم بالكثير من الجوانب و نوقن ان تصاريف الحياة تنتقص لشيء ما.. شيء لا نعرفه و لم نطله لصغر تلك العقول و لبراءة المواقف و سذاجة الذكريات.

حين تتغير مناظيرنا كل يوم بسرعة كبيرة، و حين نشعر بالوحدة وسط الجموع، و نتذوق مرارة الغربة و اضطهاديات التعصبات العرقية و اللونية.. حين نتعرض للشرخ بكينونتنا منذ فجر أعمارنا و حين لا يكون لنا سلاح غير.. العلم.
كل ذلك و اكثر كان ما مرت به الصغيرة سارة ذات الست سنوات.. ست شتاءات بأوكرانيا القاسية و الجميلة بذات الوقت؛ و بضع ربيعات واعدة. سارة الطفلة القادمة من بلد بعيد للبحث عن المعرفة. و عوضا عن المعرفة وجدت حضارة بكل جمالياتها و آلامها.

مثلما يهتم اقرانها بدروس الموسيقى و الحلوى و انتظار الربيع، كانت سارة تمرر بصرها كل يوم على وجوه طلاب مدرستها كالباحثة عن أجوبة لتساؤلات تعصف بجسدها الصغير.
حين انتقلت صديقتها المقربة 'جمال' الى غير بلد لم تحزن، و حين أكل زكريا قلمها المفضل لم تحزن، و حين عيرتها مي ابنة المدير البدينة بلونها... لم تحزن! كانت تؤمن ان كل ذلك جزء من مجاراة المقادير، فبلحظ سارة.. أشعة حياة!

و ذات يوم صغير بحياة سارة، عزمت مؤانسة ميادة بنت الصف الثالث الوحيدة في احدى الفرص. كانت لا تدري اذا ما كانت ميادة تستأنس بها ام تستغل عفويتها، و لم يهمها الأمر حينها كثيرا.

دخلت الصف الثالث الخاوي الا من ميادة و بعض من خرائط ماء على اللوح الأسود الضارب للخضرة.. اقتربت منها و اقتسما جرعة ذاك اليوم من الغذاء.
حين استقرت آخر قطعة خبز بفمها الصغير و مع تنهدة فرح بانتهاء هذه 'المهمة' وقع بصرها على شيء .. حدث.. شخص.. طالب جديد.. طالب جديد بالصف. هكذا توالت الافكار بذهنها..
و لأول مرة بحياتها القصيرة جدا شعرت سارة بعاطفة غريبة أيقظتها خرائب الهيكل! من هذا الشيء المرسل من السماء .. وما هذا الشعور الذي انعكف على جميع حواسها كما تنعكف أصابع الموسيقى على أوتار ربابة!
لم تتعرف على ذاتها التي بين جنبيها.. ''يا ترى من هذه الذات الجديدة الغريبة عني؟ و ما هذا النور الذي كأنه عاد الى عيني ضرير غدا يرى و يتأمل و يفكر!''
ايقظت ميادة من لقمتها و همست لها همس الخائفين : ماذا تعرفين عن الحب ؟
كعادتها ميادة حين تسألها سارة شيئا عن الحياة تغمرها لذة العالم و فخر رفيع المقام :
- لم يمر علي الحب في تسعة اعوامي الماضية من حياتي و لكني قرأته في قصة بياض الثلج و الأقزام السبعة. (و بكل ثقة :) الحب هو ان تبتسمين بوجود من تحبين.

اي تبسم و اي فرح! انما هي ابتسامة لو تركت وشأنها لتصاعدت و انسكبت دموع فرح، او نزفت فوج عواطف او خرجت ألفاظا هي كالزهور الزكية.

سارة الفتاة الصغيرة التي زارها الحب يوما و لم تكن قد سمحت لها الحياة ان تتعرفه.
مع الأيام قررت سارة ان تتحدث مع هذا الذي هز وجدانها ، هل يجيد لغات البشر كما الشخوص العاديون؟ ام اي لغة تستخدم..

و كانت ميادة ملاذها دائما، و يومها عرفت ان اسمه عدنان، لم يكن الاسم الذي قررته له بينها و بين نفسها و لكنها اطمأنت لكونه اسما يطلق على بشر.
-ميادة سأخبرك امرا ارجو ان يبقى سرا بيننا.
-سيبقى سرا عزيزتي سارة.
-اعتقد اني احب عدنانا
-و ما تعرفين عن الحب؟
-الحب ان تتبسمين بحضور من تحبين
حينها وضعت ميادة ما تحمله جانبا كي تحيل يدها و تضعها على رأسها هلعا و تهويلا
-تحبينه؟
-هذا ما استنتجته من قصة بياض الثلج و الأقزام السبعة التي اعرتنيها الاسبوع الفائت
-كان يجب الا اعيرك اياها
-و لماذا تقولين هذا؟
-اذا كنت تحبينه فكيف ستتزوجينه بالله عليك؟
-لا ادري، هذه مشكلتي الوحيدة و لكني لم اعرها تفكيرا طويلا
-ماذا عن جنسيتيكما المختلفة عن الأخرى

هنا صمتت الصغيرة سارة. ظنت ان لونها و جنسيتها يحرمان عليها ان تحب خارج الحدود.
ثم نظرت مطولا الى ميادة و همت بالتحدث الى ان دخل عدنان بشخصه الصف الثالث و نظر اليهما بسرعة خاطفة و القى تحية باهتة على زميلته بالصف.. قيل انه لم يكن يستلطف طلاب الصف الاول صف سارة، يا له من امر عظيم و جلل! (هنا احست سارة بعظم مهمتها!)
...

حين غادر الصف كانت كمن غيرت ما اعتزمته اولا، و بصوت لا يميزه عن التنهد غير رنات الألفاظ قالت لميادة :
لا بد ان يتواجد قانون يسمح بالحب خارج الحدود.
وتركت الصف الثالث بعينين امتلئتا بالدمع الأليم.



حين نحب بعمر الزهور، فلا نتوقع ان يرضخ الحب لشروط دنيوية حقيرة و سطحية. فنصطدم بواقع هو قاس على عضلات قلوبنا. و لكن عزائنا ان ذلك الحب يكون حبا طاهرا خاليا من الأسباب. لم تدنسه ظروف الراشدين.
ذلك الحب الذي يبيح مكنونات النفس للنفس و يفصل بتفاعيله بين العقل و عالم المقاييس و المادة.


*و لم تدر سارة -و الى الآن- اذا ما كانت تجرعت ترياق العفة فصارت ملاكا تري و تسمع خفايا الأسرار أم هي وساوس أخذت بها فتعاميت عن أصول المعقولات*.

4/08/2012

Teapot.

على مسرح الخيال ارتقي.. مجددا هذه الليلة.. في مطبخنا الشرقي ذو السقف العالي.. اتطلع الى المساطب الخالية الا من ملعقة احرك بها الشاي.. آه الهدوء الوقور.. ما من اصوات تراطم السكاكين و اطقم الصيني و لا دوار خلاط مثير للتوتر.. و انت.. مستقر هناك.. نعم قليلا الى اليسار.. افتتح بابتسامة خبيثة كعادتي كي اغيظك.. و لكني اتدارك الفرح المؤقت.. حين اتذكر مصيرك.. و مصيري :

-فانا و انت .. نحمل ألما و نعطي حلوا.. نتعذب.. سويا او فرادى.. نتأمل ثم نكتئب.


-اصنعي مني اهزوجة.. هادئة يبتسم لها جهاز ابيكِ العصبي..



-آآه أبي, قطعة من الغيم قلبه


-ثم ماذا؟ اعرف هذه النظرة.. تحتقرينني بها!


-عذرا :)


-و هذه الـ عذرا الـ الاخير عدمها تزيدها احتقارا


-و لمَ احتقرك ؟ :D


-المهم! اتدرين مَن والداي؟... الماء و النار.. و انا ..


-انت ماذا


-انا ما يجمعهما


-وما يفرقهما


-كفي عنك هذي النظرة


-سأغمض عينيّ


-آي, أُفَضِّل ان تبصريني بقلبك. على فكرة.. انت تخافينني


-ياخي



-اني الوحيد في هذا العالم الذي تسكنني اجزاءك.. تصبين بي اشياء مبتدرة تكشفين بها -عن غير قصد غالبا- عن اعمق اعماقك


-انت مريض.. و هذا لا يصنع مني صحيحة عارفك عايز تقول شنو.. فانا اعايش الاكتئاب احيانا. فيا ترى.. اخبرني انت.. هل ساحلم من جديد بعد ان اهتز ايماني .. و لكن.. اسمع, لسوف اتحايل على عقد الحياة ..... و عليك


-هراء.


-ماذا؟


-هراء متضخم كمان.


-اني عادية كما الحياة مجنونة كما الغجر بسيطة كطفل صباح عيد .. و في قلبي حاجات لا اتمكن من البوح بها لسواك


-هل تتوقعين ان اهلل طربا بكذا "شرف" -.-





-اني حقا اكترث و ارتاب و احترق


-شيليني من سيرة الاحتراق هسي



-خطئي انا التي لم اضع حدودا لعجرفتك


-انا الغريق فما خوفي من البلل


-هه من اين تعلمت كل هذا


-تقصدين الحكمة!



-نرجع لموضوعنا..


-آي.. يقولون الذين يدركون خبايا نفوسنا يأسرون شيئا منها


-هذا جبران :)



-من يدرك خباياه؟ هاه؟


-عبيط. اعني جبران قائل ما ذكرت


-فانت تقرين انك تخافينني



-هأ.. لست كذلك و لكن اخبرني.. هل تدري ما اريد؟


-لا ادري ما تريدين.. ادري ما تحتاجين.. تحتاجين ان تجنّي و ان تخرجي عن القانون.. ان تتحرري و تطلقي العنان لـ..


-هلا تصمت!


-كذبت, انت تحتاجين لامنية واحدة.. تكتفين منها بالحلم و الخيال


-الهى ما احقرني! لا تحاول ان تجتاز جدران قلبي. انت مجرد...


-حتت ا....


-بالضبط.


-كم تحبينني!


-بحجم ثقب الابرة


يضضضحك ملء فيه..


ثم


يخفض صوت حوارنا و اسمع همس شيخ حزين يتلو (و أنه هُو ربُّ الشِّعرى)..


اناجيك ربي.. بكلمة منك تسعد حياتي


اخفض رأسي و اروح مع الفراغ و يتراءى لي ابريق الشاي خيالا و يصبح جزءا من الحائط..


افكر و افكر.. و ارتعش حين يصل الشيخ لذكر الجنة و النار


تختل الرؤية..اقتلع نظارتي لأرى ما بها من علل.. فاجدني ابكي .. تاني.. تــاااني بدون ان يعلمني جهاز الحس المتصرف بهذا الشأن!




آآه


... صوت الدقائق...





و الوقت الآخذ في الضجر


و انا ما بين حائطين.. نقطة في بحر.. و آآه كم يغلي قلبي كـ..


يغلي... يــغلــي !


الماء!


الشاي!


يتراقص ابريق الشاي على النار مستنجدا.. و اتحول انا لـ"نينجا" اختّف الشاي الحب و النعناع و الـ...




(الاشياء المبتدرة)




اصب كل شيء.. تماما كما تقول.. بكل قهر الدنيا.. اغطيه لئلا ارسل اليه ذبذبات و افكار غبية من لدني عن غير قصد.. آسفة.. سأدعك للقدر.. و سيلاقي الشاي الذي تحتضن ثغرا طاهرا.. فيا لسعادتك!


و اعود لتنظيفك من هرطقات الكم دقيقة الفاتو.. و اضعك بترتيب على الرف.. اغلق عليك فاسمع دوي احتفال "الصواني" بالداخل.. و اتمنى لو كنت حاضرة


و اسأل بعض الكؤوس بالطريق.. هل مجنونة انا لاتحدث لـ.. ..كفتيرة؟


و الاكثر جنونا ان تردني الكؤوس.. عفوا فلا افهم لغتك..



و اخرج.. و انا استرجع آخر كلماتك

"ليس كل ما يسكننا ظلمة.. فهو في الحقيقة امل.. فمن الظلمة ينبثق النور و من الطين ينبت الياسمين.. و انا ابريق شاي حقير اتداعى على حيز نكرة.. و لست مدونا بأيٍ من احبار الدنيا.. انا أُخرج كل هذا.. فكم انت عزيزتي تُحدِثين؟"


تتعذر الكلمات و يأبى ان يلفظها عقلي.. سأقتله يوما و "أريّح رقبتي"!


احلى شي لمن تجي تقول في النهاية










"اطفئي ذاك الفلورسنت البغيض و ..... انسيْ"

درس تاريخ

بعض من مذكرات قديمة جدا عندما كنت في الثالثة عشرة, اعدت صياغتها لرداءة التعبير.





جميعنا متوافقون. سواء. لا فرق لأبيض على أسود, و لا لعربي على أجنبي, و لا لمسلم على مسيحي!"
ينزلق كفي الذي كنت ساندة به رأسي من فرط الدهشة! ماذا عنت معلمة اللغة العربية "الست مي" بهذا الشيء؟!


"هناك الخير و هناك الشر, و الخير ليس مقتصرا على لون أو جنس أو ديانة بعينها.. و كذلك الشر"
أفكر : هل هي مجوسية؟! على حد علمي فالست مي قادمة من العراق, و العراق دولة مسلمة.. أم ماذا..

*كنت صغيرة حد البلاهة.*


  ______________________


"فيرا" Veira جارتنا بنفس البناية, فتاة طويلة تكبرني بسنتين أو ثلاث.. شقراء في الصيف و بنية الشعر بقية السنة. تقتني كلبا بلون الغيم يقال له "ويتا".
كانت فيرا تكرهني كثيرا لسبب لا اعرفه تحديدا, سألتها ذات مرة عن السبب فلم تجب و اكتفت بالضحك الخبيث.. و ذات يوم أقنعتني بأن أخبر والدي بضرورة الانتقال من هنا, و عندما حاكيته تمالكه غضب غريب.                 

أتذكر كم كنت أبكي بسببها..
حين كانت تأمر كلبها بأن يرفسني
و حين قتلت دودتي العظيمة
و حين اقتلعت الفطر قرب شجرتي
و حين أخبرتني أنني فقيرة و أن بلدي وضيع
و حين..و..


________________________

"سنتحدث اليوم عن جمهورية يوغوسلافيا, لم يرد هذا في كتب التاريخ لقدمها لكنها تفككت قبل أكثر من ستة أعوام أي في 1992 الى عدة دول منها صربيا و كرواتيا و..."
انتبه لحظتها لكلام معلمة التاريخ "الست عاصفة" .. حين تتحدث تحديدا عن تاريخ يوغوسلافيا, يا لسخريتي و انا ادرس تاريخ وطن فيرا.. على الاقل قد اتعرف على تاريخ اسود اغيظها به!

كعادتي أروح بافكاري و أعود حين تصل ست عاصفة ذكر حروب المغول -الذين كانو يقطنون منطقة يوغوسلافيا حاليا- على بلاد المسلمين!
-"عفوا أستاذة, لماذا كان المغول يكرهون المسلمين؟"
قبل ان تشرع ست عاصفة في الاجابة علي تتنبه الى انها لم تذكر البتة كرها للمغول على المسلمين!
-"كانوا يريدون التوسع بدولتهم فكانت الحروب الطريقة الوحيدة للظفر بمستوطنات جديدة.."
-"طيب, هل امتد كرههم الى الآن؟"
تجاهلت سؤالي الأخير ربما بحجة انه خارج موضوع الدرس, و لاحظت اجفالها و نظراتها المريبة المليئة بالشفقة باقي الحصة. لا ادري ماذا دار برأسها اللبناني الهيكل و لكنها علمت ان ثمة سر ما, هي تعلم كم تمتليء روسيا باليوغوسلافيين,
ولكنها لم ترد ان تزرع بعقلي البكر أشياءً كالكره و الحقد و غيرها. فاستدعتني عقب انتهاء الدرس و لكنها لم تأخذ مني "لا حق لا باطل"
لم أكن بذاك "الدهاء" وقتها و لكني فقط لم أكن كثيرة الكلام و القص. كنت أؤمن ان الصمت افضل طريقة للتعبير عن احترام الكبير.

________________________


"آن" Anne المنتقلة الجديدة في البناية.. طويلة ايضا ضاربة للسمرة سوداء الشعر و بشوشة الوجه, تكبرني بعام او نصف العام. و عندما مر شهر على انتقالها.. امسينا أفضل صديقتين بشارع "لومونوسف ايزكي" Lomonoso-veski كله! (1)

لم يكن ذلك يروق لفيرا, فيرا اليوغوسلافية التي تكرهني, و كانت كثيرا ما تتحدث مع آن بلهجة لا أفهمها و لكني كنت احس انها تتحدث بسوء عني.
لم تفلح جميع محاولات فيرا, برغم كل شيء تمسكنا انا و آن بصدقاتنا و لم تكف عن دعوتي الى أكلهم الغريب المذاق جدا. آكله بالقوة لئلا احرجها فدائما ما كانت تصرخ "Fkoosna, da?!" أي "لذيذ, مش كدا؟" فامتعض و أمرر اللقمة اللعينة الى حلقي و اغمض عينيَّ و أقول "Otchin!" أي "شديد!" كأني أغلق عينيَّ عن الكذبة فلا اريد رءيتها و هي تصطدم بأذنيّ صديقتي آن الـ...

تنبهت فجأة و بعد مرور ثلاثة أشهر أني لم اسأل آن عن جنسيتها.. و فكرت حينها انها حتما مسلمة!

ثم أتى يوم وداع آن, كل ما أتذكره هو منظر أخيها الاصغر المصاب بالتوحد.. لم اتيقن أكان سعيدا ام تعيسا. و لم أكن أدرِ حينها معنى "توحد" بعد كل الجهد الذي بذلته آن في ترجمة الكلمة إلي..
كل الذي ثبت بعقلي الصغير يومها انه لا يمكنه اللعب معنا.

آخر شيء قالته لي آن و شعرت ان به "كلام كبير" لأنني لم أفهم معظمه فقد استخدمت كلمات روسية صعب علي استيعابها :
"لا تدعي فيرا تزعجك,....
  .... ثم انها ليست سيئة جدا...
  (.......) "

_____________________________


و تعود الحديقة الى سابق عهدها, تماما كما كانت قبل ثلاثة أشهر, أنا بركنها اقتلع فطر الأرض لأرسم بحبره السحري اشكالا طفولية بريئة. و فيرا بالركن الآخر تلعب مع كلبها حينا و توشوش له حينا آخر.

*لماذا يرحل الذين نحبهم و يبقى من لا نحبهم!*

حين صعدت عصر ذلك اليوم الى البيت و رأتني أمي بكل ذلك الحزن سالتني :
-"أسافرت صديقتك اليوغوسلافية؟ أليس كذلك؟"
بدون تفكير :"لا يا أمي, فيرا قاعدة على قلبي!"
-"لا لم أقصد الطويلة الشقراء.."
حينها فقط علمت جنسية آن..
و حينها استرجعت حديث ست مي معلمة اللغة العربية..
"ليس الخير مقتصرا على لون أو جنس أو ديانة بعينها!"














______________________________________________________________________
(1) : شارع لومونوسف ايزكي Lomonoso-veski نسبة الى العالم "ميخائيل لومونوسف" مؤسس جامعة موسكو الحكومية في القرن الثامن عشر.