على مسرح الخيال ارتقي.. مجددا هذه الليلة.. في مطبخنا الشرقي ذو السقف العالي.. اتطلع الى المساطب الخالية الا من ملعقة احرك بها الشاي.. آه الهدوء الوقور.. ما من اصوات تراطم السكاكين و اطقم الصيني و لا دوار خلاط مثير للتوتر.. و انت.. مستقر هناك.. نعم قليلا الى اليسار.. افتتح بابتسامة خبيثة كعادتي كي اغيظك.. و لكني اتدارك الفرح المؤقت.. حين اتذكر مصيرك.. و مصيري :
-فانا و انت .. نحمل ألما و نعطي حلوا.. نتعذب.. سويا او فرادى.. نتأمل ثم نكتئب.
-اصنعي مني اهزوجة.. هادئة يبتسم لها جهاز ابيكِ العصبي..
-آآه أبي, قطعة من الغيم قلبه
-ثم ماذا؟ اعرف هذه النظرة.. تحتقرينني بها!
-عذرا :)
-و هذه الـ عذرا الـ الاخير عدمها تزيدها احتقارا
-و لمَ احتقرك ؟ :D
-المهم! اتدرين مَن والداي؟... الماء و النار.. و انا ..
-انت ماذا
-انا ما يجمعهما
-وما يفرقهما
-كفي عنك هذي النظرة
-سأغمض عينيّ
-آي, أُفَضِّل ان تبصريني بقلبك. على فكرة.. انت تخافينني
-ياخي
-اني الوحيد في هذا العالم الذي تسكنني اجزاءك.. تصبين بي اشياء مبتدرة تكشفين بها -عن غير قصد غالبا- عن اعمق اعماقك
-انت مريض.. و هذا لا يصنع مني صحيحة عارفك عايز تقول شنو.. فانا اعايش الاكتئاب احيانا. فيا ترى.. اخبرني انت.. هل ساحلم من جديد بعد ان اهتز ايماني .. و لكن.. اسمع, لسوف اتحايل على عقد الحياة ..... و عليك
-هراء.
-ماذا؟
-هراء متضخم كمان.
-اني عادية كما الحياة مجنونة كما الغجر بسيطة كطفل صباح عيد .. و في قلبي حاجات لا اتمكن من البوح بها لسواك
-هل تتوقعين ان اهلل طربا بكذا "شرف" -.-
-اني حقا اكترث و ارتاب و احترق
-شيليني من سيرة الاحتراق هسي
-خطئي انا التي لم اضع حدودا لعجرفتك
-انا الغريق فما خوفي من البلل
-هه من اين تعلمت كل هذا
-تقصدين الحكمة!
-نرجع لموضوعنا..
-آي.. يقولون الذين يدركون خبايا نفوسنا يأسرون شيئا منها
-هذا جبران :)
-من يدرك خباياه؟ هاه؟
-عبيط. اعني جبران قائل ما ذكرت
-فانت تقرين انك تخافينني
-هأ.. لست كذلك و لكن اخبرني.. هل تدري ما اريد؟
-لا ادري ما تريدين.. ادري ما تحتاجين.. تحتاجين ان تجنّي و ان تخرجي عن القانون.. ان تتحرري و تطلقي العنان لـ..
-هلا تصمت!
-كذبت, انت تحتاجين لامنية واحدة.. تكتفين منها بالحلم و الخيال
-الهى ما احقرني! لا تحاول ان تجتاز جدران قلبي. انت مجرد...
-حتت ا....
-بالضبط.
-كم تحبينني!
-بحجم ثقب الابرة
يضضضحك ملء فيه..
ثم
يخفض صوت حوارنا و اسمع همس شيخ حزين يتلو (و أنه هُو ربُّ الشِّعرى)..
اناجيك ربي.. بكلمة منك تسعد حياتي
اخفض رأسي و اروح مع الفراغ و يتراءى لي ابريق الشاي خيالا و يصبح جزءا من الحائط..
افكر و افكر.. و ارتعش حين يصل الشيخ لذكر الجنة و النار
تختل الرؤية..اقتلع نظارتي لأرى ما بها من علل.. فاجدني ابكي .. تاني.. تــاااني بدون ان يعلمني جهاز الحس المتصرف بهذا الشأن!
آآه
... صوت الدقائق...
و الوقت الآخذ في الضجر
و انا ما بين حائطين.. نقطة في بحر.. و آآه كم يغلي قلبي كـ..
يغلي... يــغلــي !
الماء!
الشاي!
يتراقص ابريق الشاي على النار مستنجدا.. و اتحول انا لـ"نينجا" اختّف الشاي الحب و النعناع و الـ...
(الاشياء المبتدرة)
اصب كل شيء.. تماما كما تقول.. بكل قهر الدنيا.. اغطيه لئلا ارسل اليه ذبذبات و افكار غبية من لدني عن غير قصد.. آسفة.. سأدعك للقدر.. و سيلاقي الشاي الذي تحتضن ثغرا طاهرا.. فيا لسعادتك!
و اعود لتنظيفك من هرطقات الكم دقيقة الفاتو.. و اضعك بترتيب على الرف.. اغلق عليك فاسمع دوي احتفال "الصواني" بالداخل.. و اتمنى لو كنت حاضرة
و اسأل بعض الكؤوس بالطريق.. هل مجنونة انا لاتحدث لـ.. ..كفتيرة؟
و الاكثر جنونا ان تردني الكؤوس.. عفوا فلا افهم لغتك..
و اخرج.. و انا استرجع آخر كلماتك
"ليس كل ما يسكننا ظلمة.. فهو في الحقيقة امل.. فمن الظلمة ينبثق النور و من الطين ينبت الياسمين.. و انا ابريق شاي حقير اتداعى على حيز نكرة.. و لست مدونا بأيٍ من احبار الدنيا.. انا أُخرج كل هذا.. فكم انت عزيزتي تُحدِثين؟"
تتعذر الكلمات و يأبى ان يلفظها عقلي.. سأقتله يوما و "أريّح رقبتي"!
احلى شي لمن تجي تقول في النهاية
"اطفئي ذاك الفلورسنت البغيض و ..... انسيْ"

-فانا و انت .. نحمل ألما و نعطي حلوا.. نتعذب.. سويا او فرادى.. نتأمل ثم نكتئب.
-اصنعي مني اهزوجة.. هادئة يبتسم لها جهاز ابيكِ العصبي..
-آآه أبي, قطعة من الغيم قلبه
-ثم ماذا؟ اعرف هذه النظرة.. تحتقرينني بها!
-عذرا :)
-و هذه الـ عذرا الـ الاخير عدمها تزيدها احتقارا
-و لمَ احتقرك ؟ :D
-المهم! اتدرين مَن والداي؟... الماء و النار.. و انا ..
-انت ماذا
-انا ما يجمعهما
-وما يفرقهما
-كفي عنك هذي النظرة
-سأغمض عينيّ
-آي, أُفَضِّل ان تبصريني بقلبك. على فكرة.. انت تخافينني
-ياخي
-اني الوحيد في هذا العالم الذي تسكنني اجزاءك.. تصبين بي اشياء مبتدرة تكشفين بها -عن غير قصد غالبا- عن اعمق اعماقك
-انت مريض.. و هذا لا يصنع مني صحيحة عارفك عايز تقول شنو.. فانا اعايش الاكتئاب احيانا. فيا ترى.. اخبرني انت.. هل ساحلم من جديد بعد ان اهتز ايماني .. و لكن.. اسمع, لسوف اتحايل على عقد الحياة ..... و عليك
-هراء.
-ماذا؟
-هراء متضخم كمان.
-اني عادية كما الحياة مجنونة كما الغجر بسيطة كطفل صباح عيد .. و في قلبي حاجات لا اتمكن من البوح بها لسواك
-هل تتوقعين ان اهلل طربا بكذا "شرف" -.-
-اني حقا اكترث و ارتاب و احترق
-شيليني من سيرة الاحتراق هسي
-خطئي انا التي لم اضع حدودا لعجرفتك
-انا الغريق فما خوفي من البلل
-هه من اين تعلمت كل هذا
-تقصدين الحكمة!
-نرجع لموضوعنا..
-آي.. يقولون الذين يدركون خبايا نفوسنا يأسرون شيئا منها
-هذا جبران :)
-من يدرك خباياه؟ هاه؟
-عبيط. اعني جبران قائل ما ذكرت
-فانت تقرين انك تخافينني
-هأ.. لست كذلك و لكن اخبرني.. هل تدري ما اريد؟
-لا ادري ما تريدين.. ادري ما تحتاجين.. تحتاجين ان تجنّي و ان تخرجي عن القانون.. ان تتحرري و تطلقي العنان لـ..
-هلا تصمت!
-كذبت, انت تحتاجين لامنية واحدة.. تكتفين منها بالحلم و الخيال
-الهى ما احقرني! لا تحاول ان تجتاز جدران قلبي. انت مجرد...
-حتت ا....
-بالضبط.
-كم تحبينني!
-بحجم ثقب الابرة
يضضضحك ملء فيه..
ثم
يخفض صوت حوارنا و اسمع همس شيخ حزين يتلو (و أنه هُو ربُّ الشِّعرى)..
اناجيك ربي.. بكلمة منك تسعد حياتي
اخفض رأسي و اروح مع الفراغ و يتراءى لي ابريق الشاي خيالا و يصبح جزءا من الحائط..
افكر و افكر.. و ارتعش حين يصل الشيخ لذكر الجنة و النار
تختل الرؤية..اقتلع نظارتي لأرى ما بها من علل.. فاجدني ابكي .. تاني.. تــاااني بدون ان يعلمني جهاز الحس المتصرف بهذا الشأن!
آآه
... صوت الدقائق...
و الوقت الآخذ في الضجر
و انا ما بين حائطين.. نقطة في بحر.. و آآه كم يغلي قلبي كـ..
يغلي... يــغلــي !
الماء!
الشاي!
يتراقص ابريق الشاي على النار مستنجدا.. و اتحول انا لـ"نينجا" اختّف الشاي الحب و النعناع و الـ...
(الاشياء المبتدرة)
اصب كل شيء.. تماما كما تقول.. بكل قهر الدنيا.. اغطيه لئلا ارسل اليه ذبذبات و افكار غبية من لدني عن غير قصد.. آسفة.. سأدعك للقدر.. و سيلاقي الشاي الذي تحتضن ثغرا طاهرا.. فيا لسعادتك!
و اعود لتنظيفك من هرطقات الكم دقيقة الفاتو.. و اضعك بترتيب على الرف.. اغلق عليك فاسمع دوي احتفال "الصواني" بالداخل.. و اتمنى لو كنت حاضرة
و اسأل بعض الكؤوس بالطريق.. هل مجنونة انا لاتحدث لـ.. ..كفتيرة؟
و الاكثر جنونا ان تردني الكؤوس.. عفوا فلا افهم لغتك..
و اخرج.. و انا استرجع آخر كلماتك
"ليس كل ما يسكننا ظلمة.. فهو في الحقيقة امل.. فمن الظلمة ينبثق النور و من الطين ينبت الياسمين.. و انا ابريق شاي حقير اتداعى على حيز نكرة.. و لست مدونا بأيٍ من احبار الدنيا.. انا أُخرج كل هذا.. فكم انت عزيزتي تُحدِثين؟"
تتعذر الكلمات و يأبى ان يلفظها عقلي.. سأقتله يوما و "أريّح رقبتي"!
احلى شي لمن تجي تقول في النهاية
"اطفئي ذاك الفلورسنت البغيض و ..... انسيْ"

Good story. One problem I had reading this was the small size of the font and the dark background color. You may want to use a lighter background and a larger font for the ease of reading.
ReplyDeleteThank you for reading Osman, and yes i'll fikx that in shaa allah
ReplyDelete