المشاركات الشائعة

12/10/2012

Untitled

متفرقات كنت اكتبها على صفحتي الشخصية و قليلا ما كانت تجد القبول، اتُهمت بالسوداوية و التشاؤم و "الفلسفة الفارغة" و التجرد من ملامح الحياة.. فما رأيكم؟


(1)

 
"نسمع كثيرا عبارة : (لماذا لا نقرأ؟) ولكن...

قوول قرينا، ماذا بعد أن نقرأ؟ ما الذي نفعله بما قرأنااااه؟
إذا كانت القراءة تفتح آفاقا و مدارك أوسع و أفقه، و تجعلنا نفكر و نتدبر في أنفسنا و كل ما حولنا.. و ربما ألهمتنا فنكتب عما نقرأ أو نخرج بحثا علميا أو مقالا أو.. أو..
ماذا بعد؟ نضع تلك الكتابات و هذه البحوث و تلك في الدرج و يسكنها الغبار يوما ما. و نصبح نحن جثثا بعقول ممتلئة لا تصنع شيئا.. ما نفع
خزان المياه الممتليء إذا كان الموتور الذي يرفع الماء متعطل أو لا يضخ ماء؟ أو ليس من موتور اصلا اصلا؟ نحن كذلك و حتما والدي و والدك و آبائنا جميعا. نحن خزانات مياه ملآى، و نحتاج من يفجرنا.
طيب قوول فجرنا عقولنا دي، و صنعنا شيئا، ألفنا كتابا عن فكرة ما، اخترعنا جهازا، اكتشفنا علاجا........ عفوا على السخرية و لكن من انت ليكون صوتك مسموعا؟ من انت ليقوم العالم بأخذ منتجك أو اختراعك او فكرتك على محمل الجد؟ اسمع عن مخترعين عرب اخترعو ''حاجات رهيييبة كدا'' و لكن لم يتقبلو من المجتمع الغربي -باعتباره المستحوذ على العلم إن صح التعبير- و العالم ككل فقط لأنهم عرب.
و أزيدك احباطا، ما بالك اذا كنت سوداني؟ و دولتك لن تقوم بتشجيعك لأنو هي ما قادرة تشيل روحها زاتو.. فهل سيتقبلك العالم؟ دولة و شنو و عالم شنو! اذا كان مدرسينك في مدرستك او جامعتك يرفضون اي فكرة جديدة دخيلة تأتي من قبلك لأنها فقط جديدة و ما سمعو بيها.. و لأنك حتة طالب.

رسالة العلم إلى العالم العربي : انت عربي اذن انت لا تنفع.

الحمد لله"


(2)

"قال لي صديق انت مولعة بالالم.. تحبين ان تتوسطي المآسي.. ربما كي يشتغل قلمك! اقول : لست مولعة به.. لست ابحث عنه كي اجد مادة للكتابة، هو موجود بيننا.. امامنا و نغمض اعيننا عنه قليلا كي نتمكن من مواصلة العيش!
ربما.. نعم ربما اكون مغرمة بالمآسي و الألم البشري.. و احب قراءته و تصويره.. و لكن ليس لرغبة في الألم نفسه و إنما لنظرية اتبعها.. هي انك عندما تتحدث عن ألمك.. -افصح به لشخص ينفعك إخباره فقط.. اكتبه.. ففي اللحظة التي يخرج فيها الألم بالكلمات يتحول من حالة الشعور الى المثول امام عينيك.. افصح عنه كي تنتقده.. تحدث به فربما تراه غير مجز.. و سترى كيف سيخرج منك بالتدريج كما تخرج الروح من جسد المحتضر.
و لست احب هذا - ايها الصديق- لكرهي للحياة.. على العكس تماما لأني احب الحياة. ♥

تعليق : نحن لا نحب الأشياء لجمالها فقط، ذاك ليس حبا.. نحن نحبها للمحاسن و المساويء.. نحب الحياة بألامها و أفراحها.. فمن حب الحياة نتعلم الحياة."


(3)
"نحن بطبيعتنا منافقون، لست اقصد النفاق البغيض، و انما نفاق اذا اخبرته لصديق قد يجزم انه ليس نفاقا.. الحقيقة نحن فقط تعودنا عليه.. صار اعتياديا بطبيعة الحال.
كيف هذا؟ نحن نستغل اللغة مثلا كي نبدو أفضل حالا امام الاخرين.. نعم يهمنا كثيرا رأي الناس فينا و قد نخبر بعكس هذا و لكن هي حقيقة. يهمنا رأيهم و نظرتهم، نسعى لإرضائهم دائما، فإذا لم يرضيهم حالنا.. لجأنا لللغة. فصديقك 'المطول منك' حين يخبرك انه يعمل في المكان الفلاني  و يقبض راتبا قدره كذا و يفعل و يفعل..

.. تبدو لك هذه الاشياء مجتمعة قمة في السعادة.. ربما تسعد لأجله او تحقد عليه بعض الشيء، المهم انه استخدم اللغة لكي يعبر عن حالته بأبهى الصور، و إن كان استخدامه للالفاظ عاديا، و لكن الحقيقة دائما هي ما وراء الاشياء، هو -صديقك هذا- يعلم تماما انها ليست قمة السعادة و لكنه يذكر لك الجوانب الطيبة فقط.
نحن نفعل هذا كل يوم و كل لحظة. اذا قلت لك اني ادرس بجامعة الخرطوم، قد تعتقد اني محظوظة حد الحظ و من منا لم يتمن الالتحاق بها! و لكني حقا اكون قد تجاوزت كل هذا، لم تعد حقيقة اني ادرس هناك تفرحني، لأني حين التحقت بها فعلا ربما لم اجد ما كنت اصبو اليه.. ربما بت اكره ايامها و مقرراتها.. ربما و ربما.. و لكني لن اخبرك بذلك.. لأني اريدك ان تحتفظ بهذا الشعور.

ليس نفاقا؟ لنجلس قليلا مع انفسنا، لا احد يتفوه بالحقيقة كاملة، لا احد يتحدث عن دواخله كما هي، لا احد."


(4) ..بعضها كان به بعض تفاؤل :

"إن من يحلم و يتمنى و يطمح بيننا.. في بلدنا دي.. لهو شخص قوي التفائل، جريء الأفكار و إن ما يحلم به و يتمناه قد يراه غيره ضربا من الجنون.. لأننا نشأنا في بلد يمنعنا من الأمل.. يحدنا بمدارك ضيقة.. بقفلها في وشنا دايما.. كلنا يعلم أنه في وقت ما سيترك كل هذا و يرحل. و لكن هذا الذي صار متمسكا بأحلامه و طموحاته في ظل هذه البلاد.. هو القادر على صنع التغيير."

(5)

''قليلون هم الذين يتمتعون بالذكاء البائن، الذي يعرفه أولئك الذين هم أقل منهم ذكاء ببضع درجات، و لكن ليس الذكاء مهما اذا لم يتصرف به صاحبه.
من الذكاء أيضا ان تدري انك لست ذكيا، فاذا رأيت أنك عالم و ممتلئ العقل و شديد الذكاء و ان ما توصلت إليه هو آخر المراحل و اعلى الدرجات.. فذاك الغباء بعينه! انت ذكي اذا علمت انك لم ترتقي درجات الذكاء العالية.. انت تعلم هذا و تراه حولك و هذا يساعدك كثيرا على الوصول الى ذلك.. فالعلم بالشيء و الايمان بوجوده اكبر الخطى لتحقيق المراد دائما.''


(6)

"-الحقيقة، لا أحد يعبأ لأمرك كثيرا. أه والحقيقة المرة : لا أحد يعبأ لأمرك بتاتا. إن ال''أنا'' صارت تتفوق على كل شيء غيرها!
-ثم ما بك تقيم وزززنا لصغائر الأمور؟ انت..
اسم على ورق
حيز في الحافلة
ظل يمشي برجلين
جثة على قيد الحياة!
انت لست كووولل هذا الذي تعتقد أنك هو! (قد تقرأ لحكيم النقيض المباشر لهذا القول و لكن الرجل الطيب يحب أن يجعلك تشعر شعورا جيدا حيال نفسك، انه مهم لنا كي نسمع منه و نمضي قدما
بهذه الحياة المليئة بالمحبطات... و لكن انت تدري الحقيقة.. شكرا للحكماء على أية حال)
-لا تغتر بوجودك و ليس كل ما تراه من منظورك هو حقيقة الأشياء.. لا تعتقد انك مختلف دائما! فالكل مختلفون و لكن بطرائقهم المتعددة.

إن لم تصنع شيئا لغيرك -هذا أقله- و لم تغير العالم.. ان استطعت -و هذا أكثره- فتوقف عن التفكير أن العالم يدور حولك."


(7)
"نحن البشر محكومون بعامل الزمن دوما، لا ندري كيف نهرب منه، قد نتخيل كيف نجرد الزمن كشيء آخر في هذه الحياة و لكننا لن نستطيع الخروج عليه. الزمن بمثابة الدم في جسم الإنسان.. يسري هو الآخر في عروقنا. الحقيقة أن ما حدث أمس و ما حدث قبل سنة و ما يحدث الآن و ما سيحدث بعد يومين إنما هي أشياء كتبت و حدثت مسبقا.. كأنها مواد خام.. و الزمن هو الوقود اللازم لتدويرها.
يقول الله تعالى في سورة الزمر :((و سيق ا
لذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا))
 سيق فعل ماضي، أي أنه حدث في الماضي مع أننا ما نزال نتفس هواء الحياة و لم نحاسب بعد. لم تأت القيامة فكيف حدثت تلك الأشياء في 'الماضي'؟ هذا لأننا داخل المجال الزمني. (مصدر : من تفسير د. عدنان ابراهيم).

هناك عامل آخر مهم هو النسيان، إن كل ما حدث منذ وقت بعيد.. و ابتعد 'زمنيا' عنا.. نتناساه شيئا فشيئا.. و إلا لكانت مصائب العام الفائت حاضرة ماثلة أمامنا. النسيان في الأعم نعمة.
النسيان حاصل نسبي و زمني، ليس النسيان شيئا ندركه بالمحسوسات؛ بغياب الزمن لا ندري بوجوده.
البوينت وين؟ قد نستفيد من كل هذا إذا مررنا بمشكلة ما، بشيء عالق في الذاكرة، بذكرى غير طيبة.. كل ما علينا فعله هو الإستيقاظ صباحا و تصور أن هذه المعضلة أو الذكرى حصلت بغير حضور الزمن، خرجت على عوامل التوقيت و بما أننا محكومون به فإنها لم تعد تعني لنا شيئا. لم ننسها، و إنما رميناها خارج نطاق نسياننا و زمننا و قوانين البشر الطبيعية."


(8)

"ليس الشقاء النقيض المباشر للعثور على السعادة، ربما نرى السعادة أمامنا و لا نحسها.
إننا نشبه كثيرا مصابيح الكهرباء، نضيء بكل ما أوتينا من قوة برغم كل الظلام الذي يسكننا، نرتبط بأسلاك مع بعضنا.. أسلاك متهالكة كما الحال في بلدي، ترتجف من حر و برد، تحتضن عصافير الصباح بحدتها.. مانعة للصواعق؟ لا. ثمة عصفور وجدناه ميتا حينما كنا صغارا.. فأقمنا له جنازة و دفناه.
تلك الأسلاك الرفيعة تتحدث عن حقيقة عدم رغبتنا في الارتباط بالارض!
لا نحب الجذور و نشفق على الشجر، لا نؤمن بأنه يوجد لنا أربعون شبيها.. لن يعيش أربعون غيري يشبهونني بهذه الأرض! لا نحب الأشياء طويلة المدى، نعاني من عقدة في الزمن. نحن البشر مثيرون لشفقة بعضنا البعض!
المهم ماذا كنت أقول؟ آه نشبه مصابيح الكهرباء.. فنحن قد نرى الزهر ولا نشمه، قد نرى السحب ولا نعلوها، قد نرى الناس يسعون من حولنا و نتسمر أحيانا كثيرة.. ليست السعادة بمراقبة الجمال.. السعادة بالاحساس به و العيش في معانيه."


(9)

"الكاتب هو إنسان بكل ما تحمله معاني الكلمة. كما قال ميخائيل نعيمة : ما أكثر الناس وما أندر الإنسان.
لكن بجهة تانية الكاتب متناقض، ليه؟ لأنه في الحقيقة شخص منافق.. ولكنه لا يدر في معظم الأحيان بنفاقه هذا، فعندما نقرأ نصا او رواية ما لكاتب جيد و مشهود له بحسن التعبير، فإنه يربطنا رابط من نوع ما بهذا الكاتب.. لأنه صور لنا مشهدا أو موقفا بطريقة لمست فينا أشياءا عدة.. فالتفتنا الى قائل ه>ا الوصف بدلا عن الاستمتاع بجمال التصوير، ما التفتنا بس، تعلقنا به و حسبناه افضل من في الوصف!
ليس الكاتب إلا شخص يجيد استعمال الحروف و الكلمات و موهوب بمنتخبات المعاني و منتقيات الكلام، ولكن هذا الذي وصفه لنا قد يحسه شخص عادي آخر و بكل ما حسه كاتبنا و يمكن أكتر و لكن لعجزه عن استعمال الكلمات صار في نظرنا ''زول ما حساس''. ليس كذلك، المسكين بس ما حناك زي داك!
ربما لا يجعله هذا منافقا أليس كذلك؟ (منافق دي زاتها كلمة قوية) و لكن ثمة مثال آخر، حينما يحب الكاتب.. آآه وما ادراك حينما يقع الكاتب في الحب، فإنه يفعل و يفعل.. قصدي يقول و يقول فالكتاب لا يفعلون بل يقولون، أفعالهم هي الأقوال مع الأسف. المهم لمن الكاتب العاشق دا يجتهد و يرسل لمحبوبته أجمل عبارات الحب و ربما ألف القصائد و قفى القوافي! فإن المسكينة تظن انه ما من حب كهذا و ما من عاشق كهذا الذي يعشقها.. كل مافي الأمر -عزيزتي الرايحة- انه رجل كلمات.. يجيد استعمالها.. و لا يعني دائما انه رجل حب .. أي افضل من يحب! ربما أحبك شخصا غيره حبا أعظم من هذا ولكنه عجز عن التعبير عنه بالكلمات.. كما تشتهي الفتيات.
قرأت رسائل مي و جبران، و غادة و غسان.. و قصص روميو و جولييت، فظننت ان هذا الحب و ذاك كانوا من أعظم ما عرفت البشرية في حب! و لكن أخطئت، انهم فقط تفوقوا على سواهم بالتعبير عن مكنوناتهم.

عزيزي الكاتب، أعزائي الكتاب، بغض النظر، شكرا لتلوينكم حياتنا البائسة. :)"

(10)

"تعبت من هؤلاء الذين لا ينفكون الإخبار عن بشاعة الحياة و ردائة ما يمرون من مواقف و وحشية الإنسانية و سوداوية الشعوب، ووصف الحرب و محطات إذاعة الكوارث و صفحة الوفيات و جارتنا المتشائمة و سائقي الامجادات الذين يودون مجتمعين قصف الشعب السوداني بطائرات صاروخية!
من أخبركم انها الجنة؟؟ ماذا كنتم تظنون؟ من الأحمق الذي قال لكم في صغركم انكم عندما تكبرون ستغدو الحياة اجمل؟ رأيتم و قرأتم التاريخ بأنفسكم و أظنكم تعرفون بكل الظلم و الذل و الاهانة و الكوارث و غضب الرب على بني البشر.. و كلنا يدري ان الزمان السابق افضل من اللاحق و ان البارحة دائما اجمل من اليوم.. و كلما بعد البارحة صار اجمل! ليس لشيء الا لبشاعة الآتي المتزايدة.
فكيف بالله عليكم تستطيعون ان تتأملو خيرا في القادم؟"


آسفة على الاطالة.. حتما البعض يكرهني الان ~.~

11/09/2012

Nothingness

أيها البشر الواقفون على عتبات البيوت"
اخرجوا من صباحاتنا نطمئن إلى أننا بشر مثلكم !'' - درويش







إننا متشابهون بقدر ما نحن مختلفون.
و أوجه الشبه بيننا ليست تحصى، و قد تستحيل إلى أوجه اختلاف أحيانا..
فكلنا نفكر كثيرا..
نفكر عن الآتي.. نحلم..
نحيل الأفكار الصماء إلى أفعال.. نغامر
و لفرط بساطتنا نندفع
و لفرط رقتنا قد نضحي!
نفرح بالنتائج.. و ربما نحبط
و نكتئب و نخاف من أنفسنا
و نبكي كما الأطفال حتى نهذي


نسهر بدون رفقة
و نختلي ..
نردد : أنا و الليل..
بدلا عن : أنا و الليل و محبوبتي!

نسأل و نجيب على أنفسنا
و نعتب عليها
نناقشها للوصول إلى حل ما..
نهمس لها بسر
نضحك بصمت
نغمض أعيننا
و نسرح بعيدا و ننسى أنفسنا..
و لكن سرعان ما نتذكر كينونتا و ماهيتنا
نعود إلى الواقعية..
نجزع و نقرر فقط أن نهرع إلى الداخل......

و ننام o.O

10/12/2012

حتى طيفه ما عاد يزورها



"حتى طيفه ما عاد يزورها" قصة من مجموعة "شبح الإنتظار"
_______________________





تتنهد تنهدة رقيقة و تهمس في مسامع الأثير بصوت ضعيف لا يميزه عن التنهد غير رنات الكلمات ، كأنها تناجي سكان السماء :
''لم تأخر كل هذا؟''
و تفكر أنها أعدت كل شيء كما يحب.. أنارت المسارج العتيقة، و أوقدت المباخر فملأت الأرجاء بروائح المر و اللبان..
حضرت الشاي الأخضر، الذي يحب، و الورق و القلم الأخضر أيضا- الذي ضاع غطائه فاستعارت له غطاءً آخر كيلا يجف.. فأصبح كالخرقة المرقعة!
تتربع القرفصاء على كنب الصالة و هي تنتظره كل ليلة قرب المنضدة الخشبية التي اعتاد الجلوس إليها، و اعتاد كتابة الأشعار و القصائد الجميلة غير المقفاة..... كما تحبها أمل..
أمل ابنة الجيران التي كان يتطلع من نافذته -وهو جالس بذات المنضدة- إلى نافذتها المقابلة..
تتصافح عيونهما بالنظرات المثقلة بالدموع و تحمل في ثناياها كثيرا من البوح الصامت...

و البسمات الصادقة

''فإن لم يكن لأجلي، فعُد لأمل.''

تبرح مكانها صوب النافذة، و تبصر شباك ‏'أمل' مظلما مسدلا ستائر الخذلان... على قلبها! ‏

إنها تسكن قبرا قبل أن يجيء موعد الرحيل! هكذا تفكر، ميتة على قيد الحياة. فما أقسى حياة الإنتظار؟

حين يأتي الصبح، و تستيقظ الشمس التي تستنكر عليها استيقاظها و كأن شيئا لم يكن!  ولكنها تتمنى أن يكون صبح لقياه.
و تتذكر مرض الكبر الذي يفتك بها، و تظهر على شفتيها خيال ابتسامة هي بقية الحياة في جسدها اللطيف.. فلطالما قال لها مداعبا ‏: ‏
''حسدتدك عرائس الجان لذلك نفثن فيك العلل، يا أماه''

تنزل إلى الشارع.. تبحث.. و لا تدري عم تبحث...
''عم تسأل؟''
تصادف بعض الجيران، تفطن وجوههم المتسائلة وهم يختلسون من الشفقة نظرات إليها.
تحادث أحدهم : ترى كيف هي أمل؟
(......)
''لم لا يرد عليها أحد''........

 ''هل.....؟''

تجزع سيدة و تقف أمامها : من هي أمل التي لا تنفكين السؤال عنها؟
.......
....
حينها شعرت بشعور غريب أيقظته خرائب الزمان، و مثل الضرير الذي عاد إلى عينيه النور فصار يرى و يتأمل، تذكرت أنه..
لم تكن ابنه جار تدعى أمل !

و لم يكن....... هو

تلاشت آخر أشعة من نفسها المودعة..
الآن فقط تذكرت..
تذكرت نبأً زُفَّ لها قبل أكثر من عشرين ربيعا..
نبأ موت الجنين برحمها.

''آه كيف تمر الأجيال بأقدامها الخفية تسحق أجمل ما نملك؟'' :(

10/10/2012

الموت في القلب



الساعة الحمقاء تنتصب بعرض الحائط..
لا تنفك تدق و تدق..
و تجيء بالليل رامية بأطياف النهار القانط
يهرول العمر من ورق الحائط

و البوح الصامت
.........

كنت على أعتاب الشباب لحظة الفرار..
تركتَ الشوق يعبث بقلبي..
فتعال، فإني قد مللت الإنتظار

هأنا أرصد الإحتمالات الكثيرة..
و غدا يحلو لي مع ذاتي الحوار !

أيها القلب مت، فإنه قد أصيب بفقدان الذاكرة..    
تعارك مع أحدهم فسقط مغشيا..     
أيها القلب سر، قبل أن تفوت القاطرة    

 ربما تغرب إلى بلد قصي و تركني كالحائرة    
أو ربما صادفه حب قديم.. فحن القلب   
و مزقا دفاتر الذاكرة    

و لربما -أيها القلب المسكين- مات     
فدع التوهم أن حبيبك آت..   
فالموت يخبرنا أن أحيائنا غدوا أرواحا خائرة   
..    
و ذكريات عابرة..
     

9/06/2012

Shut up, mind.

في عز انهماكها في العمل غدت تلحظ وجوده قليلا, ترفع يديها عن الحاسب الالكتروني الذي تكرهه, و تضع القلم بين شفتيها مستغرقة في التفكير.. تفكر به اكثر من اي شيء اخر.. و تحدثه اقل من اي "شيء" آخر
..علما بأنها كانت ثرثارة يوما ما!
لن يصدق احد اصدقائها القدامى اذا علموا انها شوهدت صامتة! هه. ترى هل دري بماضيها الثرثار؟

يأخذها التفكير كما يسهو عليها انه هنا بالفعل و تنسى ان تستكين لوجوده الذي يحتويها.. تستمع اليه و هو "يطق حنك" مع زميلاتها بالعمل, فتشيح بوجهها إثر شيء قاله.. أو لم يقله! و تعيد النظر إزاءه بعد ان تتأكد انه ما عاد ينظر اليها فترى بقايا نظرة.. فتزداد امتعاضا..
و تفكر إلى متى..؟

الحقيقة.. ربما تسهو عن اشياء أخرى شتى, مثل تقربه منها كل حين و حين.. انها تفكر في حفل الليلة الماضية الذي لم يلاحظ احد ثوبها الباهظ.. هل لاحظ هو؟ فلا يهمها احد بطبيعة الحال.. و تفكر في الاسبوع الماضي و هو يدعوها الى زفاف اخته الذي لم تلبه للا سبب! و تفكر في الايام القادمات و السنوات التاليات... معه! و الكثير من الهراء غير المهم

لا تعرف كيف تتصرف بوجوده و تعاند غير معترفة له بأبسط الاشياء.. كل صباح يلقي عليها تحية باردة فترد ببرود يفوق بروده كأنهما يتسابقان الى ذلك سبيلا!.. من اين تأتي بهذا الطيش؟ ربما قد مر الكثير على آخر حب.



مشكلتها انها تفكر كثيرا.. مشكلتهما انها يفكران كثيرا


كانت مجنونة يوما ما! ما ابشع ان يصير المرء عاقلا!


يتقدم ناحية مكتبها بثبات.. و كأن هناك قوى غير مرئية تسانده! يبدأ بالتبسم منذ منتصف الطريق الى طاولتها..

تراه عبر الزجاج فيثلج شيء ما بداخلها و تلعن التكييف القارس!..

.

.

- مرحبا..

تبتسم لا اراديا و هي تنتقي ردا من عبارات التحايا الكثيييرة و تتناسى كل الاشياء المتضخمة التي كانت تجول برأسها للتو, فأسعد لحظاتها هي الآن.. لطالما نسيت ان تستمتع بحياتها








8/23/2012

فلسفة حياة


ثلاث رسائل من الحياة

الرسالة الثالثة - نيسان 2013
_____________________
أختي العزيزة عايدة
أكتب إليك الآن من مكان مختلف من الحياة، أكتب إليك و كلي أمل أن تسعدي بما أكتب..
أذكرك بالذي كنت عليه؟ انت تذكريه جيدا، ليس ثمة من متعة في تلك الذكريات المتهالكة، إن الذين يعيشون حياتهم وسط السطحي و الميعاد الذي لن يأتي و لا يصنعونه، يفوتهم أن ما يمر بهم على مهل أو عجل إنما هو عمرهم الضائع بين يدي أرواحهم المشمئزة و مصائرهم المكتوبة في دفاتر خطتها أيامهم المفرطة في الكآبة الغارقة في الهوامش.
إنهم يقاسون ضغط عواطفهم التي لن تنفجر، يفضلون وحدتهم و يحبون الصمت، يضللون القلوب عن ملاقيها و العيون عن بصائرها و الثرثرة بما ليس له علاقة بالعاطفة التي لن يفهموها و إن مكثوا ثلاثة أمثال أعمارهم.
قلت يفضلون الوحدة، يفضلون الشقاء، يكتفون بالقطرات الساقطة من الأسطح الصدئة ساعة المطر، يكتفون بالشحيح الأليم الغريب كل الغرابة عن الجمال و الذي قد لا تصدقين أن يرضه أحد!
عزيزتي، ما الذي أعنيه من هذا الذي أكتب؟ إني قد لا أعلمه لأني لست بمكان منه و لكني أعرف انك تفهمين و أعرف أنني لست منهم.. لدرجة أني بدأت أصدق أني ما كنت يوما منهم.

صار قلبي يسير إلى الفرح من ذاته، و خير ما يفعله أنه يحوم حول الغبطة.. الغبطة التي كنت أغبط الفرحين عليها دون أن أتمناها لنفسي.
*_*

آه ما الذي كنت عليه؟ إني سحبت ذاكرتي إلى الوراء قليلا كي أفرغ حيزا لذكريات جديدة و قادمة.. لملمت قديمها بابتساماتها الموئودة الحزينة، و بنشواتها المنطفئة! توهج كل شيء الآن! إني لا أدري كيف حدث هذا و كيف يحدث؟ كيف تشع النفس المشوهة بالحب، و تضيء فيها مسارج الأمل الراقد و المعلق بعد أن كانت ملطخة بوحل من اللاأشياء الممتلئة الفارغة؟
أقول لك، تماما كما تزهر النبتة من بين الأشواك و يخرج الثمر من غصن دام به العقم.. انظري إلى الليل النائم على جنبات أسرتنا.. هل تصدق دوار الشمس أن الشمس ستشرق عليهن بدفئها أبدا؟ هل انت تصدقين؟
إني أدري أن وجنتيك الدقيقتين تنضحان بالدماء الآن، هل تسري بك هذه النشوة اللذيذة التي تداعب كل الكيان الصغير؟ هل شعرت بكذا إنتشاء رقيق من قبل؟ هل امتلئت عيناك الجميلتان المزروعتان في وجهك الأسمر بالدموع؟ ..هل؟
:')

إني كما هذا الفتى الذي يعمل تحت حفنة من 'المعلمين' الذين يصيحون به فلا يستجيب لهم ثم يزعقون و يسبون، و هذا الفتى متسمر في قمة انتشاءه بعقل غائب مع فتاته التي أبصرها فانتعشت الذاكرة القصيرة...
تهب نسمة رطبة في يومه القائظ الحرارة تماما كالتي تمر بي.. و لكن من دون فتى و قصة حب على أبواب الورش.. فقط من أجل الفرح نفسه.

إن الذي يريد لحياته أن تحلو فإنه قادر و إن كان غارقا لأرنبته في المصائب! إن الفرح لا يطرق أبوابنا.............. نحن من نصنعه.

هل أفرطت في الإفضاء لك؟ هل تعلمين أن هذا كان لا شيء؟
:P

أختك التي تحبك
ريان خليل جبران



 


الرسالة الثانية - أغسطس 2012
______________

أختي العزيزة عايدة،

أتذكرين حين كنت أظن أن الحياة ثابتة؟
و إنما تتبدل القلوب و الأقنعة؟
و أن الذكرى لا تعيد غير أشباح الأجسام، فتؤلمنا؟
و أن للفرح أمكنة يزورها و أخرى لا يطأها؟
حين كنت أتعلم الحياة من أشعار المعري..
مع أنه كان يجعل مني جسدا تتدفق عواطفه في الأحشاء كما يتدفق الدم من الكلوم البليغة!

لهذا كنت أبغض الحياة، و لهذا كنت تصمتين.
إليك هذا، فقد تصدقت بكتب أبي العلاء على مفرطي الفرح!


تعلمت أن النفس المرة قد تستيقظ بها العواطف الحلوة مثلما تنبت الأزهار بجانب الأشواك..
و أن الظلم لا يفني المرء إذا كان بجانب الحق..
و السجن لا يسجن غير الجسد، أما النفس فقد تغدو حرة بين الطلول و المروج!
فقرأت أن أحد العظماء رجم فارحا!
و أن سقراطا شرب السم باسما!

و أن القلوب التي يحيط بها غشاء سميك قد يستحيل إلى برقع للأماني.
أذكر مقولتك ''القلوب لا تموت، إنما يموت الضمير الخفي الذي لا نعرفه ثم نخالفه فيوجعنا!''
و رسالتك المؤلمة التي احتوت : ''...أخشى أن تقضي ربيع عمرك متشائمة''
فهأنذي و قد لامست كلماتك -و قليل مما علمتنيه الحياة- الحواس و الأطراف... كما تلامس النسمات اللطيفة وجه النيل الهاديء. :)

و تذكرين حين أرسلت لك ببرقية مستعجلة : أني قرأت بكتاب ربي : (إن مع العسر يسرا)..
و كم كان ردك حكيما : يقول رب العزة : (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).








الرسالة الأولى - كانون الأول\ديسمبر 2011

 
أختي العزيزة "عايدة",
لا أجد كلمات تصف ما انا فيه, فجميع اللغات الانسانية لا تستطيع ان تضع اسما لآلاف النقائض و المفاجآت التي أمرّ بها.. يجتمع فيها الخوف و الفرح و الشوق و النفور و الاحسان و الانقباض.. و .. الحياة و الموت!
عزيزتي, غدت نفسي لا تقوى على ان تريد..
بتُّ أشكك في سحر القمر!
تختل اسابيع السنة في نظري
و أرى الصيف يأتي في الشتاء..
عذراً.. فقد ألغيت كل الأزمنة!
ربما هي الأماكن الفارغة في قلبي.. صرختْ بها أشياء حد الصراخ! و لكني الآن و عندما أحني رأسي لا اسمع شيئاً.. قد وصلت حدود كل الأشياء!
تعبتُ من البحث عن تلك الأرض.. تلك الأرض التي لا أسمع عنها الا في الكتب.. بها شمس الحب تعانق وجه الحرية! أحس بكذب هذه الجملة حين أقرأ كتابتي لها.. أصدقيني فلا وجود لهكذا أرض! و لكني.. و ماذا سأفعل.. سأسافر في العمر و معي عينيك و بعض موسيقى الحماسة!
سأحلم و أغامر و اعيش .. نعم سأعيش و ان بارتياب و اكتئاب..
سألقي التحايا و أنثر طريقاً بالأزهار.. و أغطي فجواتي بصمغ التصنع..
بمعنى الكلمة.. سأتظـــاهر كما يفعلون!
كما يفعل جميع الساكنين الباحثين عن أرض الأمل.
مضحك ان بعضهم ظن انه وجدها! ابعثي لهم برسائل اختي, اخبريهم انه ما من وجود لها..
حسناً.. سأتحايل على عقد الحياة الشائكة.. سآتيها من حيث لا تحتسب.. و لكن أختاه! مللت فعل ذلك كل حياتي الماضية, صعبة هي الحياة و انما نحن فقط نتظاهر انها "حُلوة"!
ألازلت ترينني مزيجاً من الخجل و الامتناع؟ و أهزأ بكل ما لدي من تمثيلية الحياة؟
أرجوك لا اريد ردا على رسائلي اذا كان محتواها شيءٌ من "تحتاجين لحظة حياة و لحظة جنون و الكثير من النسيان و الخروج عن القواعد و المعاني المبتذلة" !
و ربي ليست بمبتذلة.. ما ادراك انت.. فالمتفرجون قد لا يشعرون بدواخل الممثلين!
 
أحيانا أرغب أن استوطن أصغر تفاصيل أحد, لأستمتع بمدى التشابه بيننا! فجميعنا ضعفاء و بسطاء و قادرون أيضاً! نبكي و نندفع أحيانا و نفكر كثيراً..
و اليك هذا السر ايضا اختي.. أحيانا تغدو لي فكرة ان يسكن أحد اصغر تفاصيلي ..مرعبة! و قد أجن من مراقبته غير الاعتيادية لحياتي. ..فقط و أقف عند ذاك الحد و لا أفكر بعدها بشيء.
 
ان اتيت بسيرة الحب فلن أرد كما فعلت بسابقاتك من الرسائل!
أرفض ان اتظاهر و لكن.. ماذا أفعل كي أعيش؟ لا لا .. لست أعدك بشيء ! !
أذكر رسالتك التي اخبرتني فيها بقصة الغريب الذي لم يدرِ انه احب فتاة الا بعد ان زارها عذرائيل! و كم بكيت حين علمت انه لم يتلقَّ برقيتك "كن سباقاً لها قبل عذرائيل!" كم ضحكت و كم بكيت يا اختي..
ألم اخبرك ان برقيات السماء قلما تصل ضعاف القلوب؟
ملحوظة: أرعبتني كثيراً حين ارسلت اخر مرة "الرغبة نصف الحياة, و عدم الاكتراث نصف الموت!" يا ترى من كنت تقصدين؟ عموما فقد اجفلت و لم أكلم بشرا يومها!
و أخيراً عزيزتي.. انشدك "ماذا افعل في كنوز الارض يا كنزي الوحيد" كما اعتدت J
و آسفة على كل تلك التناقضات .. آه كم تأخذ مآخذها مني!
أختك التي تحبك.

*********************************


 

8/04/2012

الحب.. فالعمى فالضلال

 ((وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي المَدِينَةِ اِمْرَأَةُ العَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)) يوسف -٣٠-

كلنا يدري قصة امرأة عزيز مصر مع سيدنا يوسف عليه السلام، فالنسوة قيل هن خمسة : امرأة حاجب الملك و امرأة الدواب و امرأة الخباز و امرأة الساقي و امرأة صاحب السجن. و قيل كذلك هن من اشراف مصر.
لن اتطرق لذكر مفردات القصة فلست هنا لذلك الموضع، و لكن استوقفتني هذه العبارة طويلا : ((قد شغفها حبا)).

بحثت فلم أجد ذكر لما يسمى 'الحب' المعهود بين رجل و امرأة غير هذا الموضع في القرآن الكريم، رأيت المودة و الرحمة و رأيت الحسنى و رأيت و قرأت.. و لكن ليس ثمة ذكر لهذا النوع من الحب و بهذا اللفظ إلا هنا..
و يقفز سؤال في رأسي.. لماذا؟ لماذا هنا بالذات ذكر الحب بهذا المعنى و بتلك الطريقة..
لماذا استبق الحب بالشغف؟ و ما الذي يعنيه الشغف؟ و لماذا وصف ما شعرت به امرأة العزيز و تملك وجدانها بأنه حب ثم تلته فكرة الخطيئة.. هل الحب نجس يودي بالتفكير للخطيئة؟ هل هو حرام؟ هل هو نوع من الخيانة و الشرك؟
لأجد أجوبة لتلك الاسئلة لنبحث عن معاني المفردات..
جاء في تفسير البغوي : شغفها حبا أي علقها حبا
و قال الكلبي : أي حجب حبه قلبها حتى لا تعقل سواه.
و قيل : أحبته حتى دخل حبه شغاف قلبها : أي داخل قلبها.
قال السدي : الشغاف جلدة رقيقة على القلب، يقول دخل الحب الجلد حتى أصاب القلب.
و قيل كذلك : ذهب بها الحب كل مذهب.
إذن الحب حالة تصيب القلب فلا يوعى بعده لا قلب و لا عقل، فهل هو بالشيء المحمود؟
قرأت أيضا الشغف في اللغة من عمى البصيرة، و أقول عمى البصيرة يودي إلى الهلاك.
فإذن لماذا بالله عليكم تم تصوير الحب بهذه البشاعة في كتاب الله العزيز.. الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. ؟
أدري أنكم جميعا تدرون ما الحب و ربما مررتم أو قرأتم أو سمعتم عن هذا الحب كالذي استحوذ على امرأة عزيز مصر و أخذ منها جميع المآخذ.. لدرجة انها فكرت في الخطيئة! الخيانة! خيانة زوجها العزيز و هل كانت بعقل في تلك الأحوال؟ كيف سولت لها نفسها فعلا كهذا و تضحية و خيانة كتلك من أجل هذا المعبود المسمى الحب؟!
إذن فنحن متفقون أن هذا الحب 'الأعمى' قد حملها على أن تفكر بالفعل الشنيع، و لم تقف عند التفكير و إنما راودت فتاها عن نفسه! أي جرأة و أي عمى و أي شيء هو هذا؟!

سيأتيني أحدكم و يقول : لااااا ليس كل الحب كحب امرأة العزيز.. بعض الحب عفيف.. بعض الحب طاهر.. أقول له : أرجوك اذن أجبني على كل اسألتي تلك؟


حينما تقرأ قوله أو تسمع تلاوة شيخ للآية :((تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا)) تمعنوا بين كلمتي نفسه و قد شغفها.. لا وقف لا صلي ولا قلي ولا نفس.. استمرار من غير انقطاع.. استمرار في اللفظ يتبعه استمرار في المعنى، ما أقوى تلك العبارة و ما أعجز القرآن!

((إنا لنراها في ضلال مبين))..
آآه ! تلك العبارة قاربت ان تجعلني اهيم على وجهي من خوفي!
طيب، ما وصف به الضلال المبين للقاريء العابر هو إقدام امرأة العزيز على ذلك الفعل.. مممم فقط؟ إذن لماذا جيء بذكر مشاعر امرأة العزيز اذا كان الموصوف هو الفعل فقط.. هل يفكر أحدكم ان عبارة ((قد شغفها حبا)) أتت لتعليل و تبرير فعل امرأة العزيز؟! لا استطيع التفكير بهذا النحو! و اني لأستغفر ربي لي و لكم!
إذن هل كان حبها له ضلالا مبينا؟ هل أجرؤ ان اقول نعم! إذا كان ذلك الحب قادها إلى ما اعتزمت فعله.. أو لا يكون ضلالا؟
أحس أن الضلال و الحب من جنس نفسيهما، كلاهما أعمى. كلما أتمعن في التفكير أجد إعجازا من نوع ما!

قال الشعبي : ضلال مبين أي خطأ ظاهر، و قيل معناه أنها تركت ما يكون عليه أمثالها من العفاف و الستر.



لا أريد هنا أن آتي بشيء جديد أو فكرة جديدة، إنما أنا أفكر و أريدكم أن تفكروا، ولم آتيكم بآراء السلف و الخلف في مسألة الحب لأن معظمنا قد يعتقد انهم متشددون أو 'غير متحضرون'. قرأت ان الإمام الغزالي يقول أن الحب الذي نعرفه من قصص و روايات و أفلام انما هو ضرب من الشرك و الكفر بالله! و لكني أريد ان اتوصل إلى ذلك بعقلي.. حتى يطمئن إليه قلبي و يصدق به.

أحب أخيرا أن .. -بلاها الكلمة دي!- أتمنى أخيرا قبل أن نعتقد أننا ربما نحب شخصا أن نفكر في كل ما طرحت الآن.. أن يسأل كل منا نفسه، ما الذي افعله؟ هل أخالف شيئا؟ هل مطمئن انا لهذا؟ إلام سيقودني هذا؟ هل يعقل ان يكون كل هؤلاء الناس مخطئون بحق الحب وانا المصيب؟ هل هم مصيبون و أنا مخطيء؟ مالي أنا و للناس! أريدكم ان تتخبطوا في الافكار حتى تصلوا الى قناعة ترضي قلوبكم و عقولكم التي -متأكدة من أنها عقول نيرة لسيت على ضلالة و لا عمى. :)

والله تعالى أعلم

8/01/2012

Autumn Semester :D

 


حين انغمرت بالماء بسبب السيارة المسرعة التي دعست على بركة ماء منذ الصباح.. علمت انه سيكون يوما ...رررااائعا!
هه
كم اكره الخريف لأنه يذكرني بحكومتنا التي تهمل امر تصريف مياه الامطار !
"كدي دقيقة هي ما بهمها امر الشعب حيهتمو بالموية المدفقة في الواطة دي؟"

ضيعت ربع ساعة عشان ارجع و البس حاجة ناشفة و ربع ساعة تانية و انا مستنية خيال مواصلات الكوبري تجي! هه يعني عشان امس جات مطرة و اتبللينا لمن حسيت انو البيوت حتدوب طين.. يقوم بتاعين المواصلات يصرفو لي روحم اجازة؟ ما نقرا ولا شنو يعني..

أه.

خلاس ياخ حاركب امجاد.. و ما ان قفزت تلك الفكرة الالمعية في ذهني حتى اختفت كل الامجادات تماما.. هسي كانو بتجارو! استغفر الله العظيم يا ربي! انا متأكدة اني لمن رجعت البيت اغير كانو عاملين تجمع هنا!
واي انا!

و اتذكر فجأة حديث صديق كان يقول دائما ان ابتسم في وجه الصباح كل يوم و ان اتوهم ان هذا اليوم سيكون افضل ايام حياتي!
*و كأنو في موسيقى شغالة في الخلفية, و الدنيا بدا يتحول لونها للبمبي..و .......
بلا كلام فارغ عليك الله!*


فابدأ بالتبسم بقوة و احتفظ بالابتسامة حتى تستقر -اخيرا- اول امجاد زرقاء و يرمقني سائقها بنظرات تفحيصية ليتبين وضعي الاقتصادي و ربما الاجتماعي!
و ادعو انا ربي في تلك اللحظات ان ينزل على قلبه الرحمة و يرحمني من الارقام ذوات الخانتين!
"ماشة جامعة الخرطوم لو سمحت"
"لالا انا ما بمشي الجامعة." و فوووو يطير كأنو ما كان! بس الحمدلله انو بلّ مقدمة جزمتي بس!
اكورك "وما بتمشي الجامعة ليه؟ بتمشي هارفرد بس؟ أي نعم هي كريهة لكن اها نسوي..."
حينها تتنبه إلي سيدة "ملطوعة برضو" و تبدأ بالضحك و اقرب انا افلقا برزمة الشيتات الفي يدي! اللهم اني صائم!
...
و الوقت يأخذ في الضجر..
و يا قول صحبتي مخي من جوا عامل "شششششششش" زي ارسالنا الأرضي.. لحدي ما يخلعني عمو الامجاد الجاية, السمين ..
"خمصطاشر؟"
"يا بتي الدنيا ما رمضان..اتي عارفة لستك الامجاد بقى بي كم؟"
*الدنيا رمضان اتا دا والله!*
"بقى بي كم؟"
"والله من تزعين وصل ميه و ستين و ميه و تمنين.. !"

*ياخ انا مالي و مال جوز الكفرات بي كم*

"عاين كدي.. شكرا. انت بعيد والله"
"اها انت عايزة تمشي بي كم؟
*لو قلت ليو بي خمسة حيبللني قاصد!*
"لالا معليش ما شكلنا حنتفق"
....
و بعد تمنية دقايق جرجرة و الخوض في السياسة و الدين والاقتصاد و تعداد المجتمعات التحت خط الفقر و اسعار السكر... اخيرا رضى يوديني بي سبعه.. بالله شوف المفترين ديل..
"جامعة الخرطوم ما شاء الله.. ناس شاطرين"
قلت بدل ما يبدا يرغي و نقعد نقطع و ننبذ في الحكومة-اصلا دا مدخلم-.. احسن شي اقول ليو :
"آآ انا عندي ملحق اسي ماشة امتحنو"
و رأيت دهشته من خلال المرآة الامامية.. و قعدت انا اضحك من جوا
"عادي يا بتي الملاحق دي ياما شلنا ملاحق ايام الجامعة"
و يسود الصمت و الحمد لله و ارقب انا اعمدة الكهرباءو المباني و السيارات المجاورة و هي تهرول على عجل..
و حينما وصلت اسوار الجامعة بدأت اتخيل في الامتحان..
و استرجع المليون كلمة الحفظتهم امس.. و يعيق افكاري دائما ما علق بجدران الجامعة الداخلية..
حركة الطلاب الاسلاميين الما بعرف شنو.. المستقلين.. الاصلااااح لــ..
آآه اختفو ياخي خلوني اعرف اراجع حاجة..
و ما ان وصلت باب القاعة.. وضعت حقيبتي على الارض.. و نظرت الى عمو نور الدايم و هو يبتسم و بكشكش في كم مفتاح..
"انتي...؟"
"آي انا..."
و يبدا يحك راسو.. مااا قعد اتطمن لمن يعمل كدا..
"والله بسبب مطرة امبارح دي الموية قفلت كم حلة كدا و منهم الحتة الساكنة فيها المسجلة و اللي هي الوحيدة المعاها مفتاح المكتب الفيهو ورق الامتحان..فاتأجل لحدي ما الله يفرجا"
.
.
.
.
.
اللهم اني صائم, اللهم اني صائم, اللهم اننني صاااائم

4/28/2012

بياض الثلج و الأقزام السبعة !

حين يسيطر الخواء على جانب من عقولنا، و يستقر الهراء المتضخم بالكثير من الجوانب و نوقن ان تصاريف الحياة تنتقص لشيء ما.. شيء لا نعرفه و لم نطله لصغر تلك العقول و لبراءة المواقف و سذاجة الذكريات.

حين تتغير مناظيرنا كل يوم بسرعة كبيرة، و حين نشعر بالوحدة وسط الجموع، و نتذوق مرارة الغربة و اضطهاديات التعصبات العرقية و اللونية.. حين نتعرض للشرخ بكينونتنا منذ فجر أعمارنا و حين لا يكون لنا سلاح غير.. العلم.
كل ذلك و اكثر كان ما مرت به الصغيرة سارة ذات الست سنوات.. ست شتاءات بأوكرانيا القاسية و الجميلة بذات الوقت؛ و بضع ربيعات واعدة. سارة الطفلة القادمة من بلد بعيد للبحث عن المعرفة. و عوضا عن المعرفة وجدت حضارة بكل جمالياتها و آلامها.

مثلما يهتم اقرانها بدروس الموسيقى و الحلوى و انتظار الربيع، كانت سارة تمرر بصرها كل يوم على وجوه طلاب مدرستها كالباحثة عن أجوبة لتساؤلات تعصف بجسدها الصغير.
حين انتقلت صديقتها المقربة 'جمال' الى غير بلد لم تحزن، و حين أكل زكريا قلمها المفضل لم تحزن، و حين عيرتها مي ابنة المدير البدينة بلونها... لم تحزن! كانت تؤمن ان كل ذلك جزء من مجاراة المقادير، فبلحظ سارة.. أشعة حياة!

و ذات يوم صغير بحياة سارة، عزمت مؤانسة ميادة بنت الصف الثالث الوحيدة في احدى الفرص. كانت لا تدري اذا ما كانت ميادة تستأنس بها ام تستغل عفويتها، و لم يهمها الأمر حينها كثيرا.

دخلت الصف الثالث الخاوي الا من ميادة و بعض من خرائط ماء على اللوح الأسود الضارب للخضرة.. اقتربت منها و اقتسما جرعة ذاك اليوم من الغذاء.
حين استقرت آخر قطعة خبز بفمها الصغير و مع تنهدة فرح بانتهاء هذه 'المهمة' وقع بصرها على شيء .. حدث.. شخص.. طالب جديد.. طالب جديد بالصف. هكذا توالت الافكار بذهنها..
و لأول مرة بحياتها القصيرة جدا شعرت سارة بعاطفة غريبة أيقظتها خرائب الهيكل! من هذا الشيء المرسل من السماء .. وما هذا الشعور الذي انعكف على جميع حواسها كما تنعكف أصابع الموسيقى على أوتار ربابة!
لم تتعرف على ذاتها التي بين جنبيها.. ''يا ترى من هذه الذات الجديدة الغريبة عني؟ و ما هذا النور الذي كأنه عاد الى عيني ضرير غدا يرى و يتأمل و يفكر!''
ايقظت ميادة من لقمتها و همست لها همس الخائفين : ماذا تعرفين عن الحب ؟
كعادتها ميادة حين تسألها سارة شيئا عن الحياة تغمرها لذة العالم و فخر رفيع المقام :
- لم يمر علي الحب في تسعة اعوامي الماضية من حياتي و لكني قرأته في قصة بياض الثلج و الأقزام السبعة. (و بكل ثقة :) الحب هو ان تبتسمين بوجود من تحبين.

اي تبسم و اي فرح! انما هي ابتسامة لو تركت وشأنها لتصاعدت و انسكبت دموع فرح، او نزفت فوج عواطف او خرجت ألفاظا هي كالزهور الزكية.

سارة الفتاة الصغيرة التي زارها الحب يوما و لم تكن قد سمحت لها الحياة ان تتعرفه.
مع الأيام قررت سارة ان تتحدث مع هذا الذي هز وجدانها ، هل يجيد لغات البشر كما الشخوص العاديون؟ ام اي لغة تستخدم..

و كانت ميادة ملاذها دائما، و يومها عرفت ان اسمه عدنان، لم يكن الاسم الذي قررته له بينها و بين نفسها و لكنها اطمأنت لكونه اسما يطلق على بشر.
-ميادة سأخبرك امرا ارجو ان يبقى سرا بيننا.
-سيبقى سرا عزيزتي سارة.
-اعتقد اني احب عدنانا
-و ما تعرفين عن الحب؟
-الحب ان تتبسمين بحضور من تحبين
حينها وضعت ميادة ما تحمله جانبا كي تحيل يدها و تضعها على رأسها هلعا و تهويلا
-تحبينه؟
-هذا ما استنتجته من قصة بياض الثلج و الأقزام السبعة التي اعرتنيها الاسبوع الفائت
-كان يجب الا اعيرك اياها
-و لماذا تقولين هذا؟
-اذا كنت تحبينه فكيف ستتزوجينه بالله عليك؟
-لا ادري، هذه مشكلتي الوحيدة و لكني لم اعرها تفكيرا طويلا
-ماذا عن جنسيتيكما المختلفة عن الأخرى

هنا صمتت الصغيرة سارة. ظنت ان لونها و جنسيتها يحرمان عليها ان تحب خارج الحدود.
ثم نظرت مطولا الى ميادة و همت بالتحدث الى ان دخل عدنان بشخصه الصف الثالث و نظر اليهما بسرعة خاطفة و القى تحية باهتة على زميلته بالصف.. قيل انه لم يكن يستلطف طلاب الصف الاول صف سارة، يا له من امر عظيم و جلل! (هنا احست سارة بعظم مهمتها!)
...

حين غادر الصف كانت كمن غيرت ما اعتزمته اولا، و بصوت لا يميزه عن التنهد غير رنات الألفاظ قالت لميادة :
لا بد ان يتواجد قانون يسمح بالحب خارج الحدود.
وتركت الصف الثالث بعينين امتلئتا بالدمع الأليم.



حين نحب بعمر الزهور، فلا نتوقع ان يرضخ الحب لشروط دنيوية حقيرة و سطحية. فنصطدم بواقع هو قاس على عضلات قلوبنا. و لكن عزائنا ان ذلك الحب يكون حبا طاهرا خاليا من الأسباب. لم تدنسه ظروف الراشدين.
ذلك الحب الذي يبيح مكنونات النفس للنفس و يفصل بتفاعيله بين العقل و عالم المقاييس و المادة.


*و لم تدر سارة -و الى الآن- اذا ما كانت تجرعت ترياق العفة فصارت ملاكا تري و تسمع خفايا الأسرار أم هي وساوس أخذت بها فتعاميت عن أصول المعقولات*.

4/08/2012

Teapot.

على مسرح الخيال ارتقي.. مجددا هذه الليلة.. في مطبخنا الشرقي ذو السقف العالي.. اتطلع الى المساطب الخالية الا من ملعقة احرك بها الشاي.. آه الهدوء الوقور.. ما من اصوات تراطم السكاكين و اطقم الصيني و لا دوار خلاط مثير للتوتر.. و انت.. مستقر هناك.. نعم قليلا الى اليسار.. افتتح بابتسامة خبيثة كعادتي كي اغيظك.. و لكني اتدارك الفرح المؤقت.. حين اتذكر مصيرك.. و مصيري :

-فانا و انت .. نحمل ألما و نعطي حلوا.. نتعذب.. سويا او فرادى.. نتأمل ثم نكتئب.


-اصنعي مني اهزوجة.. هادئة يبتسم لها جهاز ابيكِ العصبي..



-آآه أبي, قطعة من الغيم قلبه


-ثم ماذا؟ اعرف هذه النظرة.. تحتقرينني بها!


-عذرا :)


-و هذه الـ عذرا الـ الاخير عدمها تزيدها احتقارا


-و لمَ احتقرك ؟ :D


-المهم! اتدرين مَن والداي؟... الماء و النار.. و انا ..


-انت ماذا


-انا ما يجمعهما


-وما يفرقهما


-كفي عنك هذي النظرة


-سأغمض عينيّ


-آي, أُفَضِّل ان تبصريني بقلبك. على فكرة.. انت تخافينني


-ياخي



-اني الوحيد في هذا العالم الذي تسكنني اجزاءك.. تصبين بي اشياء مبتدرة تكشفين بها -عن غير قصد غالبا- عن اعمق اعماقك


-انت مريض.. و هذا لا يصنع مني صحيحة عارفك عايز تقول شنو.. فانا اعايش الاكتئاب احيانا. فيا ترى.. اخبرني انت.. هل ساحلم من جديد بعد ان اهتز ايماني .. و لكن.. اسمع, لسوف اتحايل على عقد الحياة ..... و عليك


-هراء.


-ماذا؟


-هراء متضخم كمان.


-اني عادية كما الحياة مجنونة كما الغجر بسيطة كطفل صباح عيد .. و في قلبي حاجات لا اتمكن من البوح بها لسواك


-هل تتوقعين ان اهلل طربا بكذا "شرف" -.-





-اني حقا اكترث و ارتاب و احترق


-شيليني من سيرة الاحتراق هسي



-خطئي انا التي لم اضع حدودا لعجرفتك


-انا الغريق فما خوفي من البلل


-هه من اين تعلمت كل هذا


-تقصدين الحكمة!



-نرجع لموضوعنا..


-آي.. يقولون الذين يدركون خبايا نفوسنا يأسرون شيئا منها


-هذا جبران :)



-من يدرك خباياه؟ هاه؟


-عبيط. اعني جبران قائل ما ذكرت


-فانت تقرين انك تخافينني



-هأ.. لست كذلك و لكن اخبرني.. هل تدري ما اريد؟


-لا ادري ما تريدين.. ادري ما تحتاجين.. تحتاجين ان تجنّي و ان تخرجي عن القانون.. ان تتحرري و تطلقي العنان لـ..


-هلا تصمت!


-كذبت, انت تحتاجين لامنية واحدة.. تكتفين منها بالحلم و الخيال


-الهى ما احقرني! لا تحاول ان تجتاز جدران قلبي. انت مجرد...


-حتت ا....


-بالضبط.


-كم تحبينني!


-بحجم ثقب الابرة


يضضضحك ملء فيه..


ثم


يخفض صوت حوارنا و اسمع همس شيخ حزين يتلو (و أنه هُو ربُّ الشِّعرى)..


اناجيك ربي.. بكلمة منك تسعد حياتي


اخفض رأسي و اروح مع الفراغ و يتراءى لي ابريق الشاي خيالا و يصبح جزءا من الحائط..


افكر و افكر.. و ارتعش حين يصل الشيخ لذكر الجنة و النار


تختل الرؤية..اقتلع نظارتي لأرى ما بها من علل.. فاجدني ابكي .. تاني.. تــاااني بدون ان يعلمني جهاز الحس المتصرف بهذا الشأن!




آآه


... صوت الدقائق...





و الوقت الآخذ في الضجر


و انا ما بين حائطين.. نقطة في بحر.. و آآه كم يغلي قلبي كـ..


يغلي... يــغلــي !


الماء!


الشاي!


يتراقص ابريق الشاي على النار مستنجدا.. و اتحول انا لـ"نينجا" اختّف الشاي الحب و النعناع و الـ...




(الاشياء المبتدرة)




اصب كل شيء.. تماما كما تقول.. بكل قهر الدنيا.. اغطيه لئلا ارسل اليه ذبذبات و افكار غبية من لدني عن غير قصد.. آسفة.. سأدعك للقدر.. و سيلاقي الشاي الذي تحتضن ثغرا طاهرا.. فيا لسعادتك!


و اعود لتنظيفك من هرطقات الكم دقيقة الفاتو.. و اضعك بترتيب على الرف.. اغلق عليك فاسمع دوي احتفال "الصواني" بالداخل.. و اتمنى لو كنت حاضرة


و اسأل بعض الكؤوس بالطريق.. هل مجنونة انا لاتحدث لـ.. ..كفتيرة؟


و الاكثر جنونا ان تردني الكؤوس.. عفوا فلا افهم لغتك..



و اخرج.. و انا استرجع آخر كلماتك

"ليس كل ما يسكننا ظلمة.. فهو في الحقيقة امل.. فمن الظلمة ينبثق النور و من الطين ينبت الياسمين.. و انا ابريق شاي حقير اتداعى على حيز نكرة.. و لست مدونا بأيٍ من احبار الدنيا.. انا أُخرج كل هذا.. فكم انت عزيزتي تُحدِثين؟"


تتعذر الكلمات و يأبى ان يلفظها عقلي.. سأقتله يوما و "أريّح رقبتي"!


احلى شي لمن تجي تقول في النهاية










"اطفئي ذاك الفلورسنت البغيض و ..... انسيْ"

درس تاريخ

بعض من مذكرات قديمة جدا عندما كنت في الثالثة عشرة, اعدت صياغتها لرداءة التعبير.





جميعنا متوافقون. سواء. لا فرق لأبيض على أسود, و لا لعربي على أجنبي, و لا لمسلم على مسيحي!"
ينزلق كفي الذي كنت ساندة به رأسي من فرط الدهشة! ماذا عنت معلمة اللغة العربية "الست مي" بهذا الشيء؟!


"هناك الخير و هناك الشر, و الخير ليس مقتصرا على لون أو جنس أو ديانة بعينها.. و كذلك الشر"
أفكر : هل هي مجوسية؟! على حد علمي فالست مي قادمة من العراق, و العراق دولة مسلمة.. أم ماذا..

*كنت صغيرة حد البلاهة.*


  ______________________


"فيرا" Veira جارتنا بنفس البناية, فتاة طويلة تكبرني بسنتين أو ثلاث.. شقراء في الصيف و بنية الشعر بقية السنة. تقتني كلبا بلون الغيم يقال له "ويتا".
كانت فيرا تكرهني كثيرا لسبب لا اعرفه تحديدا, سألتها ذات مرة عن السبب فلم تجب و اكتفت بالضحك الخبيث.. و ذات يوم أقنعتني بأن أخبر والدي بضرورة الانتقال من هنا, و عندما حاكيته تمالكه غضب غريب.                 

أتذكر كم كنت أبكي بسببها..
حين كانت تأمر كلبها بأن يرفسني
و حين قتلت دودتي العظيمة
و حين اقتلعت الفطر قرب شجرتي
و حين أخبرتني أنني فقيرة و أن بلدي وضيع
و حين..و..


________________________

"سنتحدث اليوم عن جمهورية يوغوسلافيا, لم يرد هذا في كتب التاريخ لقدمها لكنها تفككت قبل أكثر من ستة أعوام أي في 1992 الى عدة دول منها صربيا و كرواتيا و..."
انتبه لحظتها لكلام معلمة التاريخ "الست عاصفة" .. حين تتحدث تحديدا عن تاريخ يوغوسلافيا, يا لسخريتي و انا ادرس تاريخ وطن فيرا.. على الاقل قد اتعرف على تاريخ اسود اغيظها به!

كعادتي أروح بافكاري و أعود حين تصل ست عاصفة ذكر حروب المغول -الذين كانو يقطنون منطقة يوغوسلافيا حاليا- على بلاد المسلمين!
-"عفوا أستاذة, لماذا كان المغول يكرهون المسلمين؟"
قبل ان تشرع ست عاصفة في الاجابة علي تتنبه الى انها لم تذكر البتة كرها للمغول على المسلمين!
-"كانوا يريدون التوسع بدولتهم فكانت الحروب الطريقة الوحيدة للظفر بمستوطنات جديدة.."
-"طيب, هل امتد كرههم الى الآن؟"
تجاهلت سؤالي الأخير ربما بحجة انه خارج موضوع الدرس, و لاحظت اجفالها و نظراتها المريبة المليئة بالشفقة باقي الحصة. لا ادري ماذا دار برأسها اللبناني الهيكل و لكنها علمت ان ثمة سر ما, هي تعلم كم تمتليء روسيا باليوغوسلافيين,
ولكنها لم ترد ان تزرع بعقلي البكر أشياءً كالكره و الحقد و غيرها. فاستدعتني عقب انتهاء الدرس و لكنها لم تأخذ مني "لا حق لا باطل"
لم أكن بذاك "الدهاء" وقتها و لكني فقط لم أكن كثيرة الكلام و القص. كنت أؤمن ان الصمت افضل طريقة للتعبير عن احترام الكبير.

________________________


"آن" Anne المنتقلة الجديدة في البناية.. طويلة ايضا ضاربة للسمرة سوداء الشعر و بشوشة الوجه, تكبرني بعام او نصف العام. و عندما مر شهر على انتقالها.. امسينا أفضل صديقتين بشارع "لومونوسف ايزكي" Lomonoso-veski كله! (1)

لم يكن ذلك يروق لفيرا, فيرا اليوغوسلافية التي تكرهني, و كانت كثيرا ما تتحدث مع آن بلهجة لا أفهمها و لكني كنت احس انها تتحدث بسوء عني.
لم تفلح جميع محاولات فيرا, برغم كل شيء تمسكنا انا و آن بصدقاتنا و لم تكف عن دعوتي الى أكلهم الغريب المذاق جدا. آكله بالقوة لئلا احرجها فدائما ما كانت تصرخ "Fkoosna, da?!" أي "لذيذ, مش كدا؟" فامتعض و أمرر اللقمة اللعينة الى حلقي و اغمض عينيَّ و أقول "Otchin!" أي "شديد!" كأني أغلق عينيَّ عن الكذبة فلا اريد رءيتها و هي تصطدم بأذنيّ صديقتي آن الـ...

تنبهت فجأة و بعد مرور ثلاثة أشهر أني لم اسأل آن عن جنسيتها.. و فكرت حينها انها حتما مسلمة!

ثم أتى يوم وداع آن, كل ما أتذكره هو منظر أخيها الاصغر المصاب بالتوحد.. لم اتيقن أكان سعيدا ام تعيسا. و لم أكن أدرِ حينها معنى "توحد" بعد كل الجهد الذي بذلته آن في ترجمة الكلمة إلي..
كل الذي ثبت بعقلي الصغير يومها انه لا يمكنه اللعب معنا.

آخر شيء قالته لي آن و شعرت ان به "كلام كبير" لأنني لم أفهم معظمه فقد استخدمت كلمات روسية صعب علي استيعابها :
"لا تدعي فيرا تزعجك,....
  .... ثم انها ليست سيئة جدا...
  (.......) "

_____________________________


و تعود الحديقة الى سابق عهدها, تماما كما كانت قبل ثلاثة أشهر, أنا بركنها اقتلع فطر الأرض لأرسم بحبره السحري اشكالا طفولية بريئة. و فيرا بالركن الآخر تلعب مع كلبها حينا و توشوش له حينا آخر.

*لماذا يرحل الذين نحبهم و يبقى من لا نحبهم!*

حين صعدت عصر ذلك اليوم الى البيت و رأتني أمي بكل ذلك الحزن سالتني :
-"أسافرت صديقتك اليوغوسلافية؟ أليس كذلك؟"
بدون تفكير :"لا يا أمي, فيرا قاعدة على قلبي!"
-"لا لم أقصد الطويلة الشقراء.."
حينها فقط علمت جنسية آن..
و حينها استرجعت حديث ست مي معلمة اللغة العربية..
"ليس الخير مقتصرا على لون أو جنس أو ديانة بعينها!"














______________________________________________________________________
(1) : شارع لومونوسف ايزكي Lomonoso-veski نسبة الى العالم "ميخائيل لومونوسف" مؤسس جامعة موسكو الحكومية في القرن الثامن عشر.

3/04/2012

أغنية حب


"لا اريد ان اسمع شيئا.. حتى دقات قلبي البطيئة مللتها"











اثبت سماعتي الطرب باذني جيدا.. اليمين تليها الاذن اليسار




اشعل الموسيقى بصوت عال عالي! لدرجة انها تبدو خارجة من رأسي.. اغمض عيني بقوة اعيش مع صخب الكلمات و ابدأ بالايمان ان هذه الاغنية كتبت و لحنت لي وحدي

...




افكر في عدة اشياء.. و الطريف ان الافكار تأتي بايقاع و تغادر بذات الايقاع..

.. اكره الافكار التي تنسني ما اسمع

..





يتزحلق شيء ما من على الطاولة القابعة امامي.. و لا التفت له

اقسم ان تعرجات رسم قلبي تعلو و تهبط بتواتر مع ما اسمعه الآن..




اشعر بالبرد و برغبة في الطيران

..




و بعد لحظات من الاندماج

..




لا اشعر بشيء

ادخل عالما من نوع آخر




اتذكر فقط اولائك الذين يسكنون اعماقي

هم مثل اغاني الفرح

ثمة بهجة تنبعث بوجودهم

تتبدل وجوههم امامي

و يبقى

طيف واحد

فقط




هناك امامي.. خلف الحائط.. و في رأسي و بكلمات الاغنية و بترانيم اللحن و بتنهدات الايقاعات و بكل مكان ب كل مكاان

!




انظر اليه بحب و اناجيه

و اؤمن انه يسمعني بهذه الهنيهة

ثم اغمض عينيّ مجددا

فابصر ضحكاته و نظراته

آآه

اعض على نواجذي

محاولة التركيز

تشوشني بعض النوتات

فانتظر انسبها ان تاتي

ها هي

اركّـــز

استجمع كل قوى عقلي الحاضر و الباطن

على اشراف من قلبي

ساخاطبه ذهنيا





كما اعتدت دائما

سارسل اليه





و لكن

ماذا اقول

الهي

!




كيف لم افكر

..




اخجل

و ياتيني صوت بان تراجعي




لا

!





اكتشف انه رغم ارتفاع صوت الاغنية

..




الا اني لم اصل حدها

اعلو درجة

..




كي اسكت الصوت الرجعي

يصبح الصوت مزعجا بعض الشيء

لم افكر ابدا ان هذا اللحن الجميل قد اسميه 'مزعجا' يوما

و اخاف -قليلا- الا اسمع بعد اليوم

لا يهم

امامي هدف و اود الوصول اليه

لالا الاغنية تشارف على الانتهاء

اضغط زر البداية من جديد

فياتيني امل جديد

هيا يا طيفي

لنرسل لصاحبك

اخبره اني

..




فقط اتمنى ان يكون بخير

و ان يكون سعيدا




آآه ماذا اقول.. ليته يدري

ليتك تدري ثرثر ارجوك

او اغضب و اسكتني متحججا بانصات الاغنية

مالي اراك صامتا حد السكون! مالي اراك و قد لا اراك!

لا فائدة

ارمي بالخجل الغبي جانبا

استجمع بعضا من شجاعتي التي اكتشفت اني امتلكها بالصدفة

آآ

..




مرحبا

لا ادري ما اقول

و لكني فقط سعيدة بانك تسمعني الآن

قرأت عن هذه المخاطبة الذهنية

في كتب البرمجة العصبية التي احب

يقولون انها فعالة احيانا

و اقول انها فعالة دائما

اعلم انك تعلم اني اطيل الكلام متفادية شيئا ما

يا الهي ماذا افعل





كم اتمنى ان تاتي و تسكن قلبي لحظات ثم تغادر

فقط ..لحظات لتتعرف على ما بداخلي

على ما اعانيه

سأرتجل شيئا لأمل دنقل.. فهو افضل من عبر عني بقوله "احس حيال عينيك بشيء داخلي يبكي"


كل لحظة تمر و انت بها

لتدري وقع




كيف ترقص الحياة بعيني قلبي

كيف يبدو كل شيء جميل بوجودك

كلمات اللغة العربية لن تعبر عن ربع ما احسه

فاسمع مني ثم ربع و كعب و.. الى ما لا نهاية

هل تسمع.. كم احب هذا المقطع

مصنوع بنوتات جيدة فقط

تماما كما انت

لا اريد ان اطيل عليك

و كما قال ٌ

Robert Pattinson في فيلم Remember me
"i don't deserve to expect."




و لكن فقط

فكر بما قلت

لا!

لا تفكر

يكفيني وجوده هناك بعقلك.. بذاكرتك

حتى و ان لم يكن بواجهتها.

...





قد الهموم اللى فى قلوب البشر






قد العيون اللى كحلها السهر






 




قد الحروف اللى فى اسامى العاشقين






قد الدموع اللى فى عيون المجروحين






...

انهي الحديث و اضع سماعتَيّ أفك الثلاجة ثم اتلذذ بصوت الايس كريم و هو يذوب كالمهزوم بفمي




و افكر.. هل يعقل ان يغادر فور اطفائي الميديا بلير؟ ان يكون كما الشخوص المؤقتين ... لهم اجل مثلما لنا اجل و زمن بهذه الحياة

2/20/2012

أو أموت دونها




من يقتل الخضرة ببستاني
من يسلب هواء تنفسي
من يقتل أبي و أخي
من يفعل فعل شياطين و يدعي الانسانية
من لا يتعدى اهتمامه طول قطر كرشته
من الظالم
من ممزق زهورات الصبايا
من حارق غابات الزيتون
من يحلم بهدم وطن
بظلم وطن
بتشريد اهل وطن
اهل وطن طيبون
تجمعهم كلمة الله
يخافون على ارضهم كما الام الحنون
يقدسون المسجد الاقصى
معجزة الصخرة
و الاعمدة الذهبية
حيث اسرى محمد عليه الصلاة و السلام
الناصرة حيث مولد المسيح
غزة ارض الشهداء

القدس رح ترجع و نرجع نعيش و نختير باراضيا
رح تشرق شمسا النوارة.. و يلعبوا اطفالنا بضيا
و يلتفوا تحت الزيتونة و يحكو شغلات  مالا منسية
عن جدودن.. عنا .. عن اطفال اتمنوا العابن الشعبية
كيف بيصير الموت عيد.. و كيف بيصير الاقصى رمز الحرية !


 كيف يتبدل الحزن فرحا و الدمعة بسمة
(بسمة حلوة كتير)
تشرق بوجه صاحبها الذي.. آآه!!
يصحو برصاصة استقرت بضلوعه!
يصحو شعب
تصحو أمة!
افيقوا يا أيها النائمون
القدس اسير و انتم تمرحون و تقهقهون!
و تشترون بـ"المصاري" المشارق و المغارب؟
 

و الطفل..

 ينام و يحلم ألا تمطر السماء غدا

فمتى سـ"يشتري" ابوه سقفا يقيهم حرا و بردا..


"كيف انام و القدس محتلة"
-صلاح الدين


و لكن
ماذا افعل انا
بما انفع
لكم اتمنى ان احزم امتعتي و اقول وداعا يا امي سأحرر الاقصي و ارجع
و قد لا ارجع
و في كل خير
و كل ما تقولين ارتد الكثير.. فالطقس بارد بالضفة !
آآه يا أماه
هل نهتف بـ فلا بد ان يستجيب القدر.. ثم لا ....
كيف يستجيب القدر  و انا و انت و هم و كلهم..
لا يحركون ساكنا
لا يتكلمون
لا يصرخون
هيي! استيقظوا فجرح بفلسطين عميق
عميييق حد.. الصمم
اين ضمائركم..
اين حبنا الوحشي للوطن؟!


كيف نرجع للاطفال حلواهم و العابهم التي سلبت
كيف نعلمهم ان الله عدل و لا ينسى
و ان يخطوا  بايديهم الصغيرة اول احرف من قصة ان ربي قوي عزيز
ليسوا كأي اطفال يا امي
مناهج تعليمهم خطت بدماء الشهداء
..

يا رب ارحم محمد الدرة

آميــن
ربي
انت لهم
رب انت القائل (قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعائكم)
رب مالنا من الامر من شيء
و الامر كله بيدك
رب خذ بيدهم
ادخل الفرح بقلوبهم
رب آآه
خذ الظالمين أخذ عزيز مقتدر
لا اتمنى ان تستجيب دعاء كما اتمنى الان
رب ان كنت اذنبت اي ذنب
صغير ام عظيم
رب انسه لي
سبحانك سامحني انت الذي لا ينسى
رب اغفره لي
كي ادعو و انا مطمئنة
رب بكل عمل صالح فعلت و ان قل
بكل ترتيلة ذكر سبحت
بكل دمعة من خشيتك ذرفت
بكل حسنة خطت بصحيفتي و صحائف المسلمين
باي شيء.. و بكل شيء
ياااا رب
اسالك ان تستجيب دعائي
رب انا لا افهم بتقدير المقادير
و انت علام الغيوب
رب انت تعلم ما اريده و لا اعلم
فانت خالقي
فالحمد لك كثيرا
و الشكر لك اخيرا